Our social:

الخميس، 3 سبتمبر 2020

سر قرار السادات قبول وقف إطلاق النار في حرب إكتوبر سنة ٧٣


إتضح لى أن القمر الصناعى الأمريكى الذى كان يوصل المعلومات لإسرائيل ساعة بعد ساعة أخبرهم بنقل الفرقة المدرعة ٢١ من الضفة الغربية للقناة إلى الضفة الشرقية لمحاولة تخفيف الضغط على سوريا كما طلب وألح الرئيس السورى حافظ الأسد.
وأقر هنا للتاريخ أن الإتحاد السوفيتى الذى يدعى وقوفه مع الحق العربى لم يبلغنا بشىء بواسطة أقمارهم الصناعية التى تتابع المعركة لحظة بلحظة.
ثم حدث تطور خطير بدأت أشعر به، و أنا أتابع الحرب من غرفة العمليات لقد أستخدم الجسر الجوى الأمريكى لنجدة إسرائيل مطار العريش لنزول الطائرات الأمريكية العملاقة التى تحمل الدبابات وكل الأسلحة الحديثة، والعريش تقع خلف الجبهة
وبدأت ألاحظ تطورًا خطيرًا فى معارك الدبابات التى إعترف الإسرائيليون أنفسهم بشراستها وكفاءة المصريين فى إدارتها، كنت كلما أصبت لإسرائيل ١٠ دبابات أرى مزيدا من الدبابات.
لقد دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور ـ إنقذوا إسرائيل ـ فى اليوم الرابع من المعركة
وهى تستخدم بكل صراحة مطار العريش المصرى الذى يقع خلف الجبهة بكل وضوح لكى تحول الهزيمة الإسرائيلية إلى إنتصار، وتذكرت فى تلك اللحظات ما فعلته أمريكا على جبهة ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ثم على الجبهة اليابانية.
أما التطور الثالث و الخطير، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلا كاملا. وعرفت بعد ذلك أنه صاروخ أمريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية، وأنه كان لا يزال تحت الإختبار فى أمريكا، فــ أرسلته لنجدة إسرائيل،
لقد دخلت أمريكا بشكل مباشر الحرب لإنقاذ إسرائيل حتى بالأسلحة تحت الإختبار وقنبلة المافريك و أسلحة أخرى .


و أنا أعرف إمكانياتى وأعرف حدودى..لن أحارب أمريكا..
ولذلك بعد عودتى من غرفة القيادة
كتبت للرئيس الأسد شريكى فى القرار برقية أخطره فيها أنى قررت الموافقة على وقف إطلاق النار . . وسجلت فى هذه البرقية موقفى وهو أنى لا أخاف من مواجهة إسرائيل، ولكنى أرفض مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، وإنى لن أسمح أن تدمر القوات المصرية مرة أخرى فى حرب غير متكافئة وإننى مستعد أن أحاسب أمام شعبى فى مصر و أمام الأمة العربية عن هذا القرار، وفى هذه الليلة إتخذت القرار بوقف إطلاق النار فقد كان لى عشرة أيام أحارب فيها أمريكا وحدى بأسلحتها الحديثة التى لم يستخدم أغلبها من قبل على الساحة العسكرية.
وكان الموقف على غير ما يتصوره العالم كله . .
و إتهمت من بعض الدول العربية إنى جبان وقتها، فقد كان إعتقاد الجميع فى العالم أن الإتحاد السوفيتى يقف إلى جانبنا، وأنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا،
ولكن الموقف كان غير ذلك فى الواقع فــ أمريكا وإسرائيل فى مواجهتى والإتحاد السوفيتى فى يده الخنجر ويجلس وراء ظهرى ليطعننى فى أى لحظة عندما أفقد ٨٥ % أو ٩٠ % من سلاحى كما حدث فى سنة ١٩٦٧ لكنى قرأت مخططهم جيدًا ولن أترك لهم أولادى لقمة سهلة.
الصورة المرفقة للرئيس الراحل محمد أنور السادات و رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير "يمين الصورة" و وزير الدفاع الإسرائيلى موشية دايان "يسار الصورة".
مقتبس من مذكرات الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى كتابة البحث عن الذات.


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏



0 comments: