Our social:

Latest Post

الأحد، 31 مايو 2020

وقفة ضد الكائن مرتضى



نتيجة بحث الصور عن صورة يافطة نادي الزمالك الجديدةنتيجة بحث الصور عن صورة مرتضى
إخرسوا هذا الكائن ، الى متى سيظل فوق القانون وفوق المسئولين وماهو الممسكك الذي يذل به المسئولين تعالوا معاً نخرسوه #حاكموا_إعزلوا_مرتضى_منصور ،  #لا_للفتنة_جماهير_الاهلي_الزمالك_مرتضى

هل مرتضى فوق القانون  .؟ هل كاسر عين الحكومة .؟

الجمعة، 29 مايو 2020

من هو السيد البدوي - مفاجأة وصدمة للمصريين



ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏وقوف‏ و‏نص‏‏‏‏

لسـيـد البدوي وحقــيــقــته فــــــى سطــــور
هـــــــــــــــــو وبـبـسـاطـــــة شيعي الأصل


بإختصار : اسمه الحقيقي(أحمد على البدوي ) ولد بمدينة فاس
بالمغرب عام 596هجرياً / 1199م وكان شيعياً اسماعيلياً باطنياً.
كما كان ابيه علي البدوي واخيه الحسن علي ذلـك وكان ابيه من
العلويين والذي كان يدعي كذبا انه من نسـل علي بن أبي طالب.

وقبل ان يأتي الي مصر ذهب الي العراق وكان يطـوف حول
القبور وطاف ساجداً حول قبر الحلاج، الكافر ثم بعد ذلك رجــــع
الي مكة ثم هاجر واستقر في مصر، في مدينة ( طدنتا ) المعروفه
بأسم ( طنطا الان ) في عهد السلطان الكامل محمد بن العـــــادل
واختار البدوي طنطا حتي يكون بعيدا عن عيون السلطان واتخذها
مقراً لنشر دعوته الخبيثة.

اشتري البدوي سطح منزل ليسكن به وكان صاحبه تاجر يدعي
ركن الدين ابي شحــيط ثــم بعد ذلك سكن علي ظهر مسجد، وكان
البدوي واتباعه يطلق عليـهم السطوحية بسبب جلوسهم طوال الليل
يصرخون ويهللون بعبارات الشــرك وكانوا يتبـولون ويتبرزون ثم
يرمون قذارتهم من فوق السطوح كــان السيـد البدوي يرتدي عمامة
حمراء وهذا السبب الرئيسي لتسميته بـالبدوي لانه يلبس عمامة مثل
البــدو

كان البدوي يقول النظرة الي برجل اي الذي ينظر الي يجــب ان
يموت، وكان لا يخلع عمامته حتي تذوب كما ذكر الشعراني في كتابه
فتخيل الرائحة التي كانت تخرج منه، وهذا سبب مرض الجــــــدري
الذي اصابه في وجهه، لم يصلي احمد البدوي ولم يركع لله ركــــعة
بل انه دخل المسجد وتوجه الي القبلة وبال فيها ورفع يده وقال"نظرت
فرقيت فعليت فوجدته علي الكرسي انا هو وهو انا "اي انه هــو الله
(من كتاب الشعراني ايضا)ً، وهذا كفر صريح!


ظل البدوي عزباً بلا زواج طوال حياته فرفض احمد البدوي الـزواج
عندما اقترح عليه اخيه الاكبر حسن وقال " تأمرنى بالزواج و انا موعود
أن لا أتزوج الا من الحور العين الحسان "
كان يعمل علي اعادة الشيعة الي حكم مصر ولم تكن تلك الخزعبلات
التي اخترعها هو واتباعه الا للتضليل علي مخططهم،ما الذي تركه احمد
البدوي من علم وتفسير او اي شيئ من العلوم الشرعية؟ لم يترك سوي
الاوهام والخرافات. فكيف هو ولي من اولياء الله؟؟؟


ماذا يساوي هذا الزنـديق بجانب ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد
بن عبد الوهاب والالباني وابن عثيمين الخ من علماء المسلمين، لمـــاذا لا
نطلق عليهم اولياء وهم عـندهم كل هذا العلم اللهم انى قد بلغت اللهم فاشهد.


وأعلم أن هناك بعض الأخوة لن يعجبه كلامى فأرجوهم أن يتريثوا
ويتأنوا ويراجعون ويبحثون ولن أقول أتحداهم بل سأقول أعطونى
فضلا كتاب لهذا الشخص أو اثارة علم شيئ مفيد أفاد به الناس غير
القصص والحكايات والخرافات وجاب الأسرى ومش عارفة إيه ؟
صدقونى تلك هيا الحقيقة ببساطة لا أكثر ولا أقل هو مجرد شيعى
باطنى نسأل الله تعالى السلامة.

الخميس، 28 مايو 2020

حقيقة الانجاس الأتراك وديانتهم قبل ما يدخلون الإسلام

<
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏‏نص‏‏‏

- هل فكرت يوما من هم اﻷتراك ؟
- ما هي أصولهم .. ومن أين أتوا ؟
- ما هي حضارتهم ؟
- ما هي ديانتهم قبل أن يعتنقوا اﻹسلام ؟
- هل تاريخهم الحقيقي هو ما يعرض لك في المسلسلات التركية فعلا .. أم هو تاريخ مزيف أو مجتزأ ؟؟
____________________
• تابع معي .. كي تعـرف ...

وأحكم بنفسك وحاول أن تقرأ بعقلك لتكتشف ما بين طيّات السطور .
عجيب جدًا أن مناهج التاريخ العربية خلت إلا قليل من الإشارة إلى مملكة دامت لنحو 4 قرون (650 م- 1048 م) هي "مملكة الخزر" ...
• هل سمعت يوما عنها ؟
الأتـراك هم مجموعة قبائل جاءت من غربي الصين وأسست مملكة الخزر ...
أقيمت هذه المملكة بين البحر الأسود وبحر قزوين حوالي 600 للميلاد .. وامتدت لاحقاً لتصل إلى كييف وجبال الأورال .والتسمية جاءت من (قاز) وهي تعني المُتجول ويقابلها بالعربية البدو الرّحل <
(لاحظ معي أن الأتراك لم يعرفوا في تاريخهم الوحدة القومية وعاشوا في ترحال دائم . عالة على الحضارات المجاورة )
انتصر الخزر على المسلمين عام 732 فتزوج قسطنطين الامبراطور البيزنطي من أميرة خزرية اعتلى ابنها العرش الإمبراطوري باسم ليو ليون الرابع واشتهر باسم ليون الخزري .لكن الكلمة الأخيرة كانت في تلك الحرب للمسلمين وانتهت بدحر الخزر بعد ذلك بخمسة أعوام في العام 737م .
كان الخزر وثنيون يعبدون “قضيب الرجل” ويمارسون شعائر دينية خاصّة وهي ديانة انتشرت في بلاد التيبت وغربي الصين وفي اليونان القديمة .
في سنة 720 م .. اعتنق ملك الخزر خاكـان بـولان اليهوديـة وفي سنة 740م وفي عهد هارون الرشيد أعتبرها ديناً رسمياً لمملكته
ويفسر المؤرخون تهوُّد ملوك الخزر الأتراك بالقول بأنهم اعتنقوا الديانة اليهودية ليكونوا بمنأى عن الصراع الدائر بين القوتين العظمتين الإسلامية - البيزانطية .. وأنه استنادَا إلى تهوّد الملوك وعدم وجود سلطات رقابية لمسألة انتشار الدين انتشرت اليهودية كالنار في الهشيم بين الخزريين ..
وهاجر إليه عدد كبير من اليهود جاؤوا من بلاد المسلمين وآخرين من بيزنطة حيث أجبروا على دخول المسيحية
وبحسب طابور طويل من المؤرخين من ضمنهم جمال حمدان أن هؤلاء الأتراك اليهود هم أجداد اليهود الأشكيناز الحاليين ( ثلاثة أرباع يهود العالم ) وأنهم استوطنوا شرق أوروبا ( بولندا وأوكرانيا حاليا )
أسماؤهم: ميكائيـل وإســرائيل وأرسلان وموسـى ويونس .
أعلن سـلجوق إسـلامهِ وأخذ يُحارب أبنـاء عمومتـه الأتراك الوثنين في منطقة تركستان ثم راح يؤسس دولةً مستقلةً للسلاجقة في عهد السلطان محمود الغزنوي حاكم الغزنوية في بلاد الهند وفارس فقام السلطان محمود بشن حملة على السلاجقة انتهت . <
بالقبض على سلطانهم أرسلان بيغو وعدد كبير من أتباعه .. وأرسل أرسلان إلى السجن قضى فيه أربع سنوات ثم مات .
عاد السلاجقة للتمرد وشكلوا جيشاً جديداً مستغلين انشغال الدولة الإسلامية بحروب الهند إلى أن جاء ركن الدّين طغرل بيك بن ميكائيل حفيد سلجوق فكان أقوى قادتهم والمؤسس الحقيقي .
السلاجقة الأتراك المسلمين على علاقات مميزة بيهود الشرق الأوسط “المزراحيم” الذين كانوا يقيمون في العراق وسوريا وإيران وأفغانستان واليمن .
أثّر هذا كثيراً في نجاح السلاجقة بالسيطرة على العالم الإسلامي .
ولمن لا يعلم .. فإنّ عائلــة روتشـيلد اليهودية الألمانيـة أغنـى أغنيـاء العالم .
السلاجقة هم أجداد يهـود الدونما الحاليين .. وأجـداد العثمانيين الذين شوّهوا الإسلام ومازالوا والذي يعود لتاريخ الحروب العثمانية وانحطـاط أخلاق جنودهـا .. واعتمادها في احتلال البلدان على الحرق التدمير والقتل وقطع الرؤوس والصلب والخوازيق .. والنهب وسبي النساء يعرف .
- من أين جـاءت داعش وقبلهـا تنظيم القاعدة .
نعـم نجـحَ العثمانيـون في تصوير الإسلام على أنه دين دموي همجي عدائي مُتخلّف لا يمكن التعايش معه .
عدو الخزر الأول كان الروس والكنيسة الأرثوذكسية التي دمروها وأحرقوها .. ثم يأتي العدو الثاني وهو العرب المسلمون .. الذين احتل العثمانيون بلادهـم .
ودمّروا قبائلهم وحصونهم ووجودهم العلني في الشرق الأوسط .
الخزر - السلاجقة - العثمانيـون - الأتـراك - إســرائيل رابطـة لا تنتهـي وعلاقـات أكثر من أخويـة ويكفي أن نعرفَ أنّ السلطان السـفّاح سليم القانوني تزوّج من روكسلان اليهودية الخزرية ومنحها مكانة “سلطانة” القسطنطينية ... <
حيث عملت هذه الخزرية على استضافة يهود السفرديم الاسبان بعد طردهم من الأندلس ومن ثمّ سمح لليهود بالاقتراب مجدداً من حائط البراق .
ولا ننسى أنّ تركيا هي أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل #رسمياً وتسعى عبرَ حفيد اليهـود الخزريين المدعو أردوغـان للسيطرة على العالم العربي وإشعال حروب طائفية باسم الدين .
بالوكالة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا ...
لا شك أن الصهيونية نجحت في الوصول إلى المناهج العربية ورواة التاريخ العرب .. وهمشت قصة هذه المملكة التي دامت أربعة قرون واشتبكت مع المسلمين الأوائل والبيزنطيين والفرس (أي أنها لم تكن كمًا مهملًا) حتى لا يلتفت عموم الناس لما يمكن .
<
أن يلتفت إليه أي باحث متواضع في التاريخ وهو أن أحفاد الأتراك الخزر (المتهوّدين) هم من يشكلون الآن النسبة الأكبر من يهود العالم والكيان الصهيوني .
لكن هل الصهيونية وحدها هي من أردات تهميش قصة الخزر ومملكتهم ؟!!
يقينا أستنتاجيا .. فهناك طرف آخر تقاطعت مصلحته مع الصهيونية .
في تهميش تلك القصة وهم الأتراك المسلمون (سلاجقة وعثمانيون)
ربما رأى الأتراك أن في قصة بني قومهم الذين حاربوا المسلمين الأوائل وتهود معظمهم ما يعيبهم .وما يتنقص من الهالة المقدسة التي حاولوا أن يحيطوا انفسهم بها .
وهو ما يفسر لنا لماذا كل هذا الكم الهائل من المسلسلات التركية التاريخية التي تتحدث عن بطولات أجدادهم وفتوحاتهم العظيمة بعد دخولهم الاسلام ومحاولة تلميع تاريخهم وطمس حقيقة جرائمهم .. دون التطرق لتاريخ أجدادهم اﻷوائل المؤسسين لدولتهم ...
#مصادر:
• “الموسوعة اليهودية” طبعة 1903 الموجودة في New York Public Library
• بحثٌ لمركز فيريل للدراسات - برلين - بعنوان (الأتراك .من عبادة اليهودية إلى الإسلام العثماني)
<

خمسة اطعمة تصبح خطر عند اعاده تسخينها


لا يتوفر وصف للصورة.




نحن طبعاً كالجميع نضع ما تبقى من الأطعمة في البراد. وفي اليوم التالي، نسخّنها لنتناولها مجدداً. لكن هل تعلمون أن هذه العادة تعتبر من الاسباب الرئيسية المسببة للتسمم الغذائي؟
                                                                                فبعض الأطعمة تصبح سامّة عندما نعيد تسخينها. وتجدر الاشارة إلى أنه ثمة أطعمة يمكن تسخينها عدة مرات من دون أن تتسبب بأي أذى. لذا أردنا تسليط الضوء اليوم على أبرز خمسة أطعمة لا يجب تسخينها:
أولاً، السبانخ: يجب تناول السبانخ مباشرةً بعد الطهي أوفي اليوم التالي لكن باردة. وذلك لأن السبانخ تحتوي على النترات، وعند التسخين، تتحول النترات إلى النتريت وهي مادة مسرطنة ومسممة للجسم.

                                                                                ثانياً، البطاطا: تخسر البطاطا كل فوائدها الغذائية عندما يتم تسخينها مجدداً، وتصبح سامّة.
ثالثاً، البيض: اذا قمتم بتسخين البيض المقليّ أو المطبوخ أو المسلوق، يصبح البيض سامّ جداً للجسم وقد يؤثر سلباً على الجهاز الهضمي.
رابعاً، الدجاج: يعتبر الدجاج خطراً جداً اذا تم تناوله بعد يوم أو عدة أيام من تاريخ طهيه وذلك لأن تركيبة البروتين تتغير عند التسخين مجدداً مما قد يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.
خامساً، الفطر: يجب تناول الفطر مباشرةً بعد الطهي أو تناولها من دون تسخين في اليوم المقبل. فاذا تم تسخينها ممكن أن تؤدي إلى اضطرابات هضمية ومشاكل في القلب.                                                           
الوجبة المفضلة لكل عضو من أعضاء الإنسان
الشعر : وجبتة المفضلة الجرجير.
المخ : وجبته المفضلة العنب وجوز الهند والسمك .
القلب : وجبته المفضلة التفاح .
الكبد : وجبته المفضلة العنب والتمر.
الأمعاء : وجبتها المفضلة اللبن والتفاح .
الكلى : يحب الماء والفاصوليا .
الجهاز المناعي : وجبته المفضلة الثوم .
الركب والمفاصل : وجبتها المفضلة البرغل وزيت الزيتون .
الرئتان : وجبتها المفضلة القرنبيط والبروكلي .
المعدة : وجبتها المفضلة البطاطا .
الجهاز العصبي : وجبته المفضلة القمح .
الدم : وجبته المفضلة البنجر الأحمر.
العضلات : وجبتها المفضلة عصير الجزر.
البنكرياس : وجبته المفضلة الترمس...
من أراد الخير..ينشر هذا الفوائد

شارك معنا

"شكري مصطفى" أمير جماعة التكفير والهجرة



شكري مصطفى أمير جماعة


 
هو شكري أحمد مصطفي عبد العال من مواليد قرية (الخرص) مركز أبو تيج محافظة أسيوط 1942م، أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين الذين اعتقلوا صيف عام 1963م حتى صيف 1971، وكان لا يزال طالبًا بكلية الزارعة بجامعة أسيوط وتم اعتقاله مع مجموعة من الشباب بتهمة توزيع منشورات لجماعة الإخوان المسلمين وكان عمره وقتئذ واحدًا وعشرين عامًاوفي هذه الفترة تعرف على كتابات سيد قطب وأبو الأعلي المودودي والتي انتشرت سريعًا بعد إعدام سيد قطب.
في عام 1971م أفرج عنه بعد أن حصل على بكالوريوس الزراعة، ومن ثم بدأ التحرك في مجال تكوين الهيكل التنظيمي لجماعته. ولذلك تمت مبايعته أميرًا للمؤمنين وقائدًا لجماعة المسلمين فعين أمراء للمحافظات والمناطق واستأجر العديد من الشقق كمقار سرية للجماعة بالقاهرة والإسكندرية والجيزة وبعض محافظات الوجه القبلي.
شكري مصطفى أمير جماعة
في سبتمبر 1973م أمر بخروج أعضاء الجماعة إلى المناطق الجبلية واللجوء إلى المغارات الواقعة بدائرة (أبو قرقاص) بمحافظة المنيا بعد أن تصرفوا بالبيع في ممتلكاتهم وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة والسلاح الأبيض، تطبيقًا لمفاهيمه الفكرية حول الهجرة.
في 26 أكتوبر 1973م اشتبه في أمرهم رجال الأمن المصري فتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة في قضية رقم 618 لسنة 73 أمن دولة عليا.
في 21 أبريل 1974م عقب حرب أكتوبر 1973م صدر قرار جمهوري بالعفو عن مصطفي شكري وجماعته، إلا أنه عاود ممارسة نشاطه مرة أخرى ولكن هذه المرة بصورة مكثفة أكثر من ذي قبل؛ حيث عمل على توسيع قاعدة الجماعة، وإعادة تنظيم صفوفها، وقد تمكن من ضم أعضاء جدد للجماعة من شتي محافظات مصر، وشراء أراض زراعية وبناء مجتمع لهم في مديرية التحريركما قام بتسفير مجموعات أخرى إلى خارج البلاد بغرض التمويل، مما مكن لانتشار أفكارهم في أكثر من دولة.
إقرأ أيضاً : 
الفكر التكفير وكيفيه مواجهته
شكري مصطفى أمير جماعة
هيأ شكري مصطفي لأتباعه بيئة متكاملة من النشاط وشغلهم بالدعوة والعمل والصلوات والدراسة، وإذا ترك العضو الجماعة أُعتُبِرَ كافرًا، حيث اعتبر المجتمع خارج الجماعة كله كافرًا ومن ثم يتم تعقبه وتصفيته جسديا.
ومن أبرز ما اتسمت به "جماعة المسلمين" كما أطلق عليها شكري مصطفي من واقع أقواله أمام هيئة محكمة أمن الدولة العسكرية العليا (القضية رقم 6 لسنة 1977) والتي نشرت في الصحف يوم 21/10/1979:
-  أن كل المجتمعات القائمة مجتمعات جاهلية وكافرة قطعًا.
-  أننا نرفض ما يأخذون من أقوال الأئمة والإجماع وسائر المسميات الأخرى كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة.
-  أن الالتزام بجماعة المسلمين ركن أساس كي يكون المسلم مسلمًا، ونرفض ما ابتدعه فقهاء السلاطين من تقاليد، وما رخصوا لأنفسهم فيه، وقد أسلموا أمرهم إلى الطاغوت وهو: الحكم بغير ما أنزل الله، واعتبروا كل من ينطق بالشهادتين مسلمًا.
-  أن الإسلام لا يثبت بالشهادتين فقط، ولكنه إقرار وعمل، ومن هنا كان المسلم الذي يفارق جماعة المسلمين كافرًا.
-  الإسلام الحق هو الذي تتبناه "جماعة المسلمين" وهو ما كان عليه الرسول وصحابته وعهد الخلافة الراشدة فقط - وبعد هذا لم يكن ثمة إسلام صحيح على وجه الأرض حتى الآن.
وقد أوضح شكري أفكاره في مجموعة من النصوص أوردها في مجموعة من الكراسات نسخت بخط اليد باعتبار أن المطبعة عتاد كفروتم تداولها سرًّا أهمها:
- رسالة الحجيات.
-  رسالة التوسمات.
-  الخلافة.
شكري مصطفى أمير جماعة
على كل حال تمايزت أفكار الجماعة بالمسالمة في أول الأمروتقوم فلسفتها على عدم الاصطدام بالسلطة ولكن بعد وصم المجتمع بالكفر والعودة إلى الجاهلية اعتبر أن جماعته هي الفرقة الوحيدة المسلمة في هذا الكون ودعا شكري إلى الانعزال عن هذا المجتمع والهجرة بعيدًا عن الكفار، وذلك للإخلاء بين الله وبين الكافرين لينقض عليهم ويبيدهم بإحدي سننه (بحرب كونية مثلاً) وفي هذه الحالة تخرج جماعة المسلمين لتقاتل من تبقَّي من الكفاروهم اليهود الذين سيأتون من ناحية إيران!!

فقه العنف

يعتقد أن القضية ثارت بعدما بدأت الجماعة تواجه بعض المشكلات الداخلية نظرًا إلى اتساعها وتوزعها في الداخل والخارج، خصوصًا أن شكري لم يكن يتحمل الخروج عنه ويعتبر كل خارج عن جماعته مرتدًّا عن الإسلام يجب قتله ولحدوث بعض أحداث العنف فيما بينهم بدأت هذه الحوادث تلفت نظر جهات الأمن ليكتشفوا أن وراء هذه الحالات من الاعتداء تنظيمًا دينيا كبيرًا يمكن في أي لحظة أن يتحول بالعنف تجاه النظام عندها ومع تكشف بعض أسرار التنظيم على يد ضحاياه من المنشقين بدأت حملة اعتقالات لأفراد الجماعة.
ولم يجد شكري مصطفي بدًّا أمام هذه الضربات البوليسية إلا الرد متمثلاً في عملية اختطاف يساوم بها مع النظام على الإفراج عن المعتقلين.
الذهبي لماذا؟

شكري مصطفى أمير جماعة
الشيخ الذهبي عالم كبير ووزير سابق له وزنه في المجتمع ولدي الحكومة. وهذا الرجل قد بلّغ بالدعوة وعلمها جيدًابدليل كتابه الذي يرد على أفكار التنظيم فكرة فكرة. لم يكتف الشيخ برفض أفكار الجماعة بل أعلن موقفًا مناهضًا لها. بالإضافة إلى أنه كان هدفًا سهلاً ولا توجد عليه حراسة!
منذ اللحظة الأولي كان موقف الحكومة - ممثلة في رئيس وزرائها وزير الداخلية السابق "ممدوح سالم" - هو عدم التنازل والمواجهة لكنها أوهمت الجماعة بالرغبة في المفاوضات بغية كسب الوقت وتأخير قتل الرهينة حتى تستطيع تحديد المكان وإعداد خطة لتخليص الشيخ وبينما كانت تجري مع الجماعة مفاوضات صورية كان عملاؤها يمسحون القاهرة طولاً وعرضًا بحثًا عن الضحية، وتركز بحثهم على الشقق المفروشة. وبالصدفة اشتبهوا في إحدى الشقق كان اثنان من ضباط الشرطة يسألان عمن يقيم بالشقة المفروشة رقم واحد شارع محمد حسين بشارع الهرم، فرفض مستأجروها الإدلاء بأي بيانات مما أثار الشكوك وبمهاجمة الشقة عثر بداخلها على شخصين من الجماعة هما (أحمد نصر الله حجاج وصبري محمد القط)، وعُثر على مدفع رشاش وألف طلقة ذخيرة، ورسم كروكي لبيت الشيخ الذهبي، وخطابات متبادلة بين أعضاء التنظيم، وأوراق أخرى كان من بينها عقد إيجار فيلا مفروشة في شارع فاطمة رشدي في الهرم وفي أثناء التفتيش حضر شخص ثالث، ما إن شاهد رجال الأمن حتى حاول ابتلاع ورقة كان يحملها، فمنعوه، وأخرجوها من فمه، وتبين أنها رسالة بنقل جثمان الدكتور الذهبي من الفيلا المفروشة على عربة كارو، بعد إجراء عمليات التمويه، لتُلقي - مع النشادر - في مصرف قريب فتم مهاجمة الفيلا المفروشة وعثر على جثة الشيخ الذهبي.
بدأت عملية مطاردات واسعة أدت إلى سقوط معظم أفراد الجماعة بينما كان شكري يقيم في إحدى الشقق المفروشة بمنطقة "حدائق القبة" مع زوجته (شقيقة محمد النجار مسئول التنظيم) وعلى الرغم من أنه لم يكن أحد من الجماعة يعلم مكان إقامته فقد شعر بضيق الخناق عليه فبدأ في البحث عن مكان أكثر أمانًا وحين عودته لم يجد القميص الأسود منشورًا في البلكونة فعرف أن الشرطة قد هاجمت المكان فعاد يسير في الشوارع على غير هدي وبعد أن تعب من السير هداه تفكيره أن يركب القطار إلى بنها حيث توجد خلية مؤمَّنة يستطيع اللجوء إليها لإخفائه ومن التعب والإرهاق وعدم التركيز ركب قطار المرج بالخطأ وعندما اكتشف ذلك قرر النزول في محطة عزبة النخل لوجود بعض أتباعه بها وسار يجر قدماه في شوارع القرية غير قادر على الاهتداء إلى البيت الذي يسكنون فيه والنسوة أمام البيوت يتطلعن مرتابات إلى هذا الغريب ذي اللحية الطويلة والملابس القصيرة، زائغ النظرات وبالصدفة يلتقي به مخبر كان يعمل في السجن الحربي ويعرفه جيدًا فيمد المخبر يده بالمصافحة ويمسك بيد شكري بشدة ويسأله عن اسمه وعندما يرد عليه باسم آخر يقول له: بل أنت شكري مصطفي ويقتاده إلى نقطة الشرطة!!
شكري مصطفى أمير جماعة
في 30 مارس عام 1978 بسجن الاستئناف بالقاهرة تم تنفيذ حكم الإعدام في كل من:
- شكري أحمد مصطفي- أحمد طارق عبد العليم- أنور مأمون صقر- ماهر عبد العزيز بكري- مصطفي عبد المقصود غازي.
تنظيمات لا تموت
في أكتوبر 2007 ألقت أجهزة الأمن القبض على مجموعة جديدة تنتمي إلى تنظيم «التكفير والهجرة»، وذلك للمرة الأولي منذ انتهاء عمليات الكشف عن مجموعة «الشوقيين» التكفيرية الشهيرة أوائل التسعينيات، والتي أفرج عن عدد كبير من أعضائها قبل نحو ثلاثة أشهر بعد إقرار التوبة والعودة عن جميع الأفكار التكفيرية.
وخضع أعضاء المجموعة البالغ عددهم نحو 12 متهمًا للتحقيقات داخل جهاز مباحث أمن الدولة لتحريز المضبوطات وجميع بيانات المجموعة، بعد أن حولتهم لنيابة أمن الدولة العليا.
وكشفت تحقيقات النيابة مع المجموعة، عن اعتناق أعضائها لأفكار تنظيم التكفير والهجرة القائمة على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وضرورة القيام بأعمال عدائية داخل البلاد، ومحاولة الترويج لفكر التكفير والهجرة بين الشباب والدعوة إليه من خلال عمليات الاستقطاب للمجموعات الشبابية السلفية.
وقالت التحقيقات: إن المجموعة اتخذت من بعض المساجد في القاهرة مكانًا لنشر الأفكار مثل مسجد «الهدي» بمدينة نصر و«التوحيد» برمسيس، والسعي إلى تكوين جيش باسم «جيش محمد» ومحاولة تصنيع متفجرات وسيارات مفخخة، واتخاذ أسماء حركية، وكذلك اتخاذ الشكل العنقودي للمجموعة والأسلوب الفردي لتجنب الرصد الأمني وجمع التبرعات للقيام بأعمال تخريبية.
واتهمت النيابة قائد المجموعة ويدعي أحمد أبو النجا بإنشاء محطة إذاعية خاصة بالمجموعة عبر شبكة الانترنت والاتصال بعناصر متطرفة خارج البلاد، ومحاولة قتل اليهود في سيناء للتدريب على عمليات القتال، ورصد الحافلات السياحية وحركة وخطة الأمن بها في ميادين القاهرة الشهيرة استعدادًا لعمل عدائي ضد هذه الحافلات.
ورغم نفي المجموعة جميع الاتهامات الصادرة بحقهم في مذكرة الضبط لتحريات مباحث أمن الدولة أمام النيابة فإن تحقيقات النيابة كشفت عن أن المجموعة تم ضبطها عن طريق نقابة المحامين عندما تقدم أحد أفراد المجموعة لتسجيل اسمه داخل النقابة فور إعلانها عن قبول المتطوعين للسفر إلى العراق للجهاد ضد القوات الأمريكية، حيث حصلت أجهزة الأمن على أسماء المتطوعين من مسئول كبير بنقابة المحامين.
وكشفت التحقيقات عن ورود اسم أحد الدعاة السلفيين المشهورين في التحقيقات، حيث قالت مذكرة الضبط إنه هو الذي أسس لفكر التكفير لهذه المجموعة.
ووجهت النيابة اتهامات للمجموعة بإعداد برنامج فكري وعسكري وفقهي لتنفيذ المهام داخل مصر من خلال تدارس الأفكار المتطرفة وتنظيم لقاءات تنظيمية وإعداد التنظيم وإعطائه اسم "جنود جيش محمد" والسعي للحصول على أسلحة نارية.
ورغم نفي المجموعة جميع التهم فإن محضر التحريات أشار إلى أن بعض أعضائها سبق لهم السفر إلى سوريا والسودان والتواصل مع مجموعات سبق لها السفر إلى الصومال والانضمام إلى المحاكم العسكرية هناك. ونفت المجموعة انضمامها إلى أي تنظيمات أو جماعات سواء التكفير والهجرة أو غيرها، فيما وجهت النيابة اتهامًا للمجموعة بالقيام بحملة تبرعات لصالح الطلاب الأفارقة بجامعة الأزهر وعقد دروس وطبع 2000 بوستر يندد بالاعتداء على الرسول الكريم، ودعوة للمقاطعة وطبع منشورات تدعو إلى التوحيد!!

وشهد العام 2009 إلقاء القبض على أكثر من تنظيم لا يشترط انتماؤه المباشر إلى التيار السلفي أو التأثر بأفكاره، ولكن المهم أن هذه التنظيمات الحركية تجد من التيار السلفي ودعاته وقنواته ملاذًا آمنًا من المواجهات الأمنية وأرضية خصبة للنمو في مجتمع لم يزل يرى أن الإسلام هو الحل وأن كل من يقول "قال الله وقال الرسول" يحق له الفتوى، وما حالة الشيخ خالد الجندي الأزهري العالم وموقفه من البهائيين بتكفيرهم وتكفير من لم يكفرهم إلا نموذج دال على أن الفرق بين التطرف والإرهاب فرق في الدرجة لا النوع!!
وهكذا تطير الأفكار عابرة للزمن منتجة تواصلاً في النهج وتحولاً من السلفية الاجتهادية إلى السلفية الجهادية، كما يقول المخرج يوسف شاهين في نهاية فيلمه المصير "الأفكار لها أجنحة لا أحد يستطيع منعها من الطيران".. الكارثة أن كل الأفكار هكذا!

الأربعاء، 27 مايو 2020

مستقبل الفكر التكفيري وكيفية مواجهته




شَكَّل الفكر التكفيري أحد ملامح أزمة التيارات التي تنسب نفسها إلى الإسلام، ومعضلة مفكريها وقادتها ممن يسعون لتبرير وانتهاج العنف والتطرف طريقًا ضد المختلفين معهم عقائديًّا ومذهبيًّا بل وسياسيًّا؛ لذلك أسهم الفكر التكفيري في التأصيل لتنامي الأفكار المتشددة، والبعد عن صحيح الإسلام ووسطيته واعتداله وسماحته، ودعوته للسلام والتعارف والتعايش السلمي، وإقامة علاقات قويمة مع الآخر، وهو ما أدى إلى اختطاف الإسلام من قبل جماعات إرهابية تسعى لتوظيفه لتحقيق مآرب شخصية نجحت في تشويه صورته واختزاله في  ممارسات هذه الجماعات. ولقد استند الفكر التكفيري منذ نشأته على يد الخوارج في صدر الدولة الإسلامية على تأويلات مغلوطة لمفاهيم وقضايا ملتبسة كان أكثرها إثارة للجدل مفاهيم مثل: الحاكمية، وحتمية الجهاد، والولاء والبراء، والبيعة، والإمامة، والخلافة، وغيرها من المفاهيم الأخرى.   

  وظاهرة التكفير بين الأديان والمذاهب ليست وليدة اليوم، فقد مورست حقبًا طوالًا ومتعاقبة، من خلال تأويل النصوص الدينية، والمصطلحات الفقهية، لمصلحة وجهة النظر التقليدية، اتبعته بعض الجماعات المتشددة، متخذةً من الفكر العقدي سلطة دينية لفرض سيطرتها على المجتمعات، هذه الظاهرة ممتدة حتى عبر الأديان التي سبقت الإسلام، فالديانتان، اليهودية والمسيحية، وإن كانت نصوصهما لا تتضمن كلمة التكفير بالمعنى الاصطلاحي ذاته، الذي تبناه بعض المتشددين من المسلمين حديثًا، ولكنه موجود بمعانٍ مختلفة.

     وقد عرّفت المعاجم اللغوية العربية كلمة التكفير، من المصدر الكُفْر، بأنه ضد الدين، أما المعاجم اللغوية الحديثة فقد عرّفت كلمة الهرطقة بأنه البدعة في الدين، وهي كلمة ذات أصل يوناني دخيلة على اللغة العربية، ومعناها في أصلها اللغوي انتقاء، أو انتخاب، أو اختيار لرأي ما، مع تفضيله على غيره من آراء، ثم تطورت الكلمة عند اليونانيين وعند كتّاب الرومان، فأصبحت تُستخدم للدلالة على مذهب من المذاهب الفلسفية، أو مدرسة من مدارس الفكر، وأخذت الكلمة طريقها إلى الدين، فصارت تُطلَق على الفرق أو الطوائف الفكرية المختلفة داخل هذا الدين أو ذاك، ويُطلق عليها أيضًا مصطلح الزندقة heretic‏، وهي تغيُّر في عقيدة أو منظومة معتقدات مستقرة، لاسيما الدين، بإدخال معتقدات جديدة عليها أو إنكار أجزاء أساسية منها، وهو ما يجعلها بعد التغير غير متوافقة مع المعتقد المبدئي الذي نشأت فيه هذه الهرطقة.([1])


تأسيسًا على ما سبق، تسعى الدراسة إلى الإجابة عن تساؤل محوري مؤداه ما هو مستقبل الفكر التكفيري لدى التيارات التي تنسب نفسها إلى الإسلام، وكيفية مواجهته؟ إضافة إلى التساؤل المحوري، ثمة مجموعة من التساؤلات الفرعية المكملة له، وهي كالتالي:

- ما أصول الفكر التكفيري، وأبرز مقولاته لدى منظري التيارات التي تنسب نفسها إلى الإسلام؟
- ما الأسباب التي أسهمت في انتشار الفكر التكفيري؟
- ما آليات مواجهة الفكر التكفيري، سواء من خلال المواجهة الفكرية أو من خلال الممارسات على أرض الواقع؟
- ما مستقبل الفكر التكفيري؟

وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة محاور رئيسية: يتناول الأول أصول الفكر التكفيري، أما المحور الثاني فيرصد الأسباب التي أسهمت في انتشار الفكر التكفيري، ويأتي المحور الثالث والأخير ليتناول آليات مواجهة الفكر التكفيري.

مستقبل الفكر التكفيري
 أولًا: أصول الفكر التكفيري
يمكن رصد أصول الفكر التكفيري من خلال العناصر التالية:  
1-  التكفير في اليهودية: اندلع الصراع داخل اليهودية، وظهر التكفير ونشبت الحروب، فهناك أتباع لأسفار موسى في التوراة، وهناك من يتبع أسفارًا أخرى، ويمتد صراع بين اليهود الأرثوذكس أو الحريديم أو المتشددين واليهود المعتدلين، ويدور صراع بين اليهود الغربيين -الأشكيناز- ويهود الشرق -السفارديم- ويكفر يهود الغرب يهود الشرق، ويحرّمون الزواج منهم أو نقل دم اليهودي الغربي -الطاهر- إلى اليهودي الشرقي -الزنديق- ولايزال الصراع قائمًا حتى اليوم في إسرائيل، وهناك جماعة يهودية لا تعترف بدولة إسرائيل -وهى جماعة ناطورى كارتا أو حراس المدينة- الذين يعتبرون إسرائيل دولة باطلة، لأنها نشأت بموجب إرادة بشرية دون مشيئة إلهية، فإسرائيل سوف تُنشأ على يد المسيح المخلص الذى لم يأتِ بعد. ([2]).

2-  التكفير في المسيحية: داخل المسيحية كان الصراع أكثر حدة ودموية، ففي القرن الرابع ظهر الخلاف حول طبيعة السيد المسيح، وانقسمت المسيحية إلى طائفتين، كاثوليكية وأرثوذكسية، واندلع بينهما صراع دموي، ثم انقسمت الكاثوليكية وخرجت منها البروتستانتية قبل خمسة قرون، واندلعت بينهما الحروب الطاحنة، ولم تكن صكوك الغفران التي كانت تمنحها الكنائس -قبل عملية الإصلاح الديني والفصل بين الديني والدنيوي التي قادها مارتن لوثر كنج - سوى نموذج لتوظيف الدين في خدمة الأهواء والرؤى الشخصية، وتكفير الرافضين لسلطة الكنيسة الزمنية.([3])

3-  التكفير في الإسلام: اندلعت في الاسلام الحروب والمعارك، وانقسم المسلمون إلى سنة وشيعة وطوائف أخرى متعددة، دارت بينهم الحروب الطاحنة منذ تكفير الخوارج، وهي فرقة إسلامية، نشأت في نهاية عهد الخليفة عثمان بن عفان وبداية عهد الخليفة علي بن أبى طالب رضي الله عنه، نتيجة الخلافات السياسية التي بدأت في الظهور، أطلقت كلمة خوارج على أولئك النفر الذين خرجوا على علي بن أبي طالب بعد قبوله التحكيم عقب معركة صفين سنة 37 هجرية، إذ اعتبر هؤلاء التحكيم خطيئة تؤدي إلى الكفر، ومن ثم طلبوا من «علي» أن يتوب من هذا الذنب، وانتهى الأمر بأن خرجوا من معسكره، وقد قبل الخوارج هذه التسمية، ولكنهم فسَّروا الخروج بأنه خروج من بيوتهم جهادًا في سبيل الله وفقًا لقوله تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله)[سورة النساء/الآية:100]، وقد أطلق على الخوارج أيضًا اسم «الشُّراة»، وربما يكونون هم الذين وصفوا أنفسهم بذلك، كما ورد في قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) [سورة البقرة/الآية:207]، وسمُّوا أيضا بالحَرورية لانحيازهم في أول أمرهم على قرية «حَروراء» بالقرب من الكوفة، كما سمُّوا أيضا بالمُحكّمَة لرفعهم شعار «لا حكم إلا لله»، والتفافهم حوله.

 ومهما يكن من شيء، فإن اسم الخوارج في معناه الأول الذي يشير على الانشقاق ومفارقة الجماعة أصبح الاسم السائر على هذه الجماعة، ومن صفات الخوارج أنهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، قال صلى الله عليه وسلم: «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية». وفي رواية: «يمرقون من الإسلام» وفي بعض الروايات: «يمرقون من الدين»، والمراد بالدين هو الإسلام، ومن صفاتهم أنهم شر الخلق والخليقة: قال صلى الله عليه وسلم: «هم شر الخلق أو أشر الخلق»، وفي رواية: «هم شر الخلق والخليقة».

 وقد اشتهر عنهم كثرة عبادتهم، من صلاة وصيام وقراءة للقرآن، وهم أكثر من الصحابة رضي الله عنهم في ذلك، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء»، وقد انقسمت الخوارج الي فرق كثيرة بعضها أصول وبعضها فروع، ومنها الأزارفة والنجدية والصفرية والعجاردة. ([4])

 وقد اتسم الخوارج بتشددهم وغلوهم في فهم الدين وساعدهم على ذلك تكوينهم النفسي المتقلب ومزاجهم الربعي القاسي، فخرجوا علي الدنيا بمبادئهم المتشددة، وقد عاملهم الإمام علي معاملة البغاة وقاتلهم، وهناك من الفقهاء والعلماء من كفرهم، وقد ارتبط الإرهاب دائمًا بالسلفية الجهادية، والتي ارتبطت بدورها بالفكر التكفيري للخوارج، وهو ما جعل العديد من الدعاة  والعلماء يسقطون هذا اللفظ على الجماعات المسلّحة  بداية من القاعدة  و«داعش»، وأنصار بيت المقدس إلى قائمة لا تنتهي من الجماعات الارهابية المسلحة، ويعود هذا الربط إلى العوامل الاتية:

 1- حالة الفزع والترهيب التي أثارها الخوارج بعد خروجهم على  الإمام عليّ بن أبي طالب، التي جعلت كل الخارجين على الانظمة من  فرقة الخوارج، كما جاءت في مدوّنة أهل الحديث بدءًا من أئمة الحديث وصولًا إلى ابن تيمية الذي أنتج الكثير من تلك الإدانة والشجب لتلك الفرقة.

2- اعتماد هذه الجماعات الارهابية على  نفس المرجعية التي قامت عليها فرقة الخوارج  وهناك العديد من أوجه تلك المشتركات العقدية والفكرية التي تتشابه فيها تلك الجماعات، وبالأخص داعش، مع المُنتج العقدي السلفي، والذي أثبتت داعش أنها تستند عليه كمادة شرعية تقوم على محدداته الأيديولوجية والحركية.3- حالة الاستحواذ على الدين وتوظيفه والتي يتميز بها الطرفين(القاعدة، وداعش) جعلت القاعدة  تصف داعش بالخوارج، والعكس، لأن كليهما يستخدم نفس الأدوات من التراث للتكفير والإقصاء.([5]). 

لذلك يمكن الإشارة إلى أبرز المقولات التي أسهمت في تبلور الفكر التكفيري لدى العديد من المفكرين والجماعات التي تنسب نفسها إلى الإسلام، وهي كالتالي:
أ‌.       التكفير عند ابن تيمية: يقترن الفكر التكفيري عند ابن تيمية بفتواه الشهيرة، والتي تسمى «فتوى التتار» التي أفتى بها شيخ الإسلام ابن تيمية كما يلقبونه، في شأن التتار الذين استباحوا الشام، بعد أن اعتنق بعضهم الإسلام، ونطقوا بالشهادتين. 

وعلى الرغم من ذلك كانت فيهم منكرات ومساوئ جعلت الناس يتهيبون لقتالهم، فهرعوا إلى الشيخ ابن تيمية يستفتونه في هذه المسألة الشائكة، فأفتاهم بفتواه الشهيرة بوجوب قتال التتار([6]).

ب‌.  التكفير عند حسن البنا: هو مؤسس جماعة الإخوان، والذي تحتوي كتاباته على جذور العنف والدم والتكفير، والتي تظهر بوضوح في كتابيه مذكرات الدعوة والداعية، والرسائل؛ يدعو فيهما البنا إلى تكفير من لا يؤمن بمنهج الإخوان المسلمين، ولا يعمل لتحقيقه، فيقول في كتابه الرسائل: «إننا نعلن في وضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهج، ولا يعمل لتحقيقه لا حظَّ له في الإسلام، ففكرتنا لهذا إسلامية بحتة، على الإسلام ترتكز ومنه تستمد، وله تجاهد، وفي سبيل إعلاء كلمته تعمل، لا تعدل بالإسلام نظامًا، ولا ترضى سواه إمامًا، ولا تطيع لغيره أحكامًا»، «ومن يتبع غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» (آل عمران: 85).

ثم نجده في (رسالة التعاليم) يدعو لمقاطعة كل الهيئات والمحاكم والمدارس والصحف المناهضة للإخوان المسلمين، فيقول عن واجبات الأخ الصادق: «أن تقاطع المحاكم الأهلية وكل قضاء غير إسلامي، والأندية والصحف والجماعات والمدارس والهيئات التي تناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة».([7]) 



لذلك لم يكن غريبًا أن ينقل زعيم جماعة التكفير والهجرة شكري مصطفى –وكان من قبل عضوًا في الإخوان المسلمين– نفس هذا التوجيه لجماعته من حيث إسقاط الانتماء للمجتمع الكافر والدولة الكافرة، والامتناع عن المشاركة في أي هيئة أو جماعة من أجل إسقاط الدولة، فنجد شكري مصطفى يقول في تعليماته لتابعيه: عليك أن تتخلى عن صلتك بأي هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فكرتك الإسلامية([8]).

ج‌.    التكفير عند سيد قطب: إن الخيط الناظم، والمنجم الفكري، الذي تولدت منه معظم الأطروحات التكفيرية، تبين أنه كتاب: (ظلال القرآن)، وأن ما سواه من كتب سيد قطب ككتاب: (معالم في الطريق) فما هي سوى مقتطفات من كتاب (الظلال)، فهو القاسم المشترك، والخيط الناظم، والروح السارية، لكل تلك التيارات التكفيرية. وتستند رؤية سيد قطب التكفيرية إلى عدد من الأفكار، لعل أبرزها:

1- إن المسلمين الآن لا يجاهدون، وذلك لأن المسلمين اليوم لا يوجدون، إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي تحتاج اليوم إلى علاج.

2- لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا اللّه، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا اللّه، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: «لا إله إلا اللّه» دون أن يدرك مدلولها... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا اللّه، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولم تعد توحد اللّه، وتخلص له الولاء.. البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات: «لا إله إلا اللّه» بلا مدلول ولا واقع.. وهؤلاء أثقل إثمًا وأشد عذابًا يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد -من بعد ما تبين لهم الهدى- ومن بعد أن كانوا في دين اللّه.

3- وصفه للمساجد التي تُقام فيها الصلاة ويُرفع فيها الأذان، بالمعابد الجاهلية، ويُطالب من هم على نفس فكره باعتزالها: «اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد». تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح([9]).

د‌.      التكفير عند تنظيم القاعدة: استند فكر القاعدة التكفيري إلى مقاتلة العدو البعيد أولًا، وهم من اعتبرهم أعداء الأمة الإسلامية، وهما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل باعتبارهم كفارًا. لذلك اشتملت أدبيات التنظيم على وجوب مقاتلة العدو البعيد أولًا، ثم إقامة الخلافة الإسلامية، وتطرح المقارنة بين تنظيمي القاعدة وداعش بُعدًا آخر للخلاف، يتمثل في تنافر الأولويات، فالقاعدة كانت ترى أن الجهاد يجب أن يتركز ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، في حين رأى أبومصعب الزرقاوي –وداعش من بعده- أنَّ الجهاد ضد النظم الكافرة يجب أن يحتل الأولوية ضمن تحديد أولويات العداء التي تفصل اختيار أي عدو قريب يجب أن يبدأ التنظيم به.([10].)



ه‌.   التكفير عند تنظيم داعش: استمد البغدادي فكرة بناء الدولة الإسلامية من الأسس ذاتها التي سبق أن صاغها واعتمدها الزرقاوي وأبوعمر البغدادي، وكان الزرقاوي قد وعد بإقامة الإمارة الإسلامية، وعرض المراحل التي ستعبرها أولًا ستقوم بإزالة العدو (والعدو هنا هو النظم والدول العربية والإسلامية التي يراها داعش كافرة)، وثانيًا: تقيم الدولة الإسلامية، أي أن الهدف له الأولوية، ومن بعده يأتي هدف البناء، أي بناء دولة الخلافة على أنقاض ما يراه من دول كافرة، وثالثًا: "ننطلق خارجًا للاستيلاء على بقية الدول الإسلامية، أي «هدف التمدد»، ورابعًا: «بعد ذلك نقاتل الكفار»، وأخيرًا قتال اليهود.

 لقد خرج تنظيم داعش من رحم تنظيم القاعدة وانفصل عنه في كيان مستقل، ولكنه لم يطوّر الأطر العقائدية أو الفقهية، ويكاد التنظيمان يتفقان في قضايا عدة؛ فكلاهما يُكفّران الشيعة، ويعتبران العلمانية كفرًا بواحًا وخروجًا على الملة، ويرى التنظيمان ضرورة استمرار الجهاد، ويسعيان في الوقت نفسه لنفي صفة الغلو عنهما، ورفض وجود أي تماثل بينهما وبين الخوارج، وغير ذلك من أوجه التوافق التام للبنية الفكرية بين الطرفين.
ويعود الخلاف بين تنظيمي القاعدة وداعش، والتكفير المتبادل بينهما نتاجًا للتنافس على القوة الجهادية وجذب المناصرين والتأثير بالجهاد العالمي.



إن ممارسات داعش ليست جديدة أو طارئة على الممارسات الجهادية، ولكنها طارئة على الوعي الراهن للمشاهد، فبالعودة إلى الجزائر في تسعينيات القرن العشرين، نجد أن الجماعة الإسلامية المسلحة كانت تمارس العنف بالدموية والوحشية نفسها التي يمارسها داعش، والفرق هو غياب الوسيلة الإعلامية، فلقد أظهر انتشار الفضائيات العربية وتوسع الميديا الجديدة والاهتمام العالمي بالظاهرة الداعشية أن هذا التنظيم هو الأشد عنفًا في تاريخ الحركات الإسلامية الجهادية، لكن الرجوع إلى أرشيف العنف الجهادي، يبرهن على أن مشاهد العنف المتطرف متأصلة وعميقة الجذور وتتخطى تاريخيًا مقاتلي داعش.([11]).

و‌.     التكفير عند الجماعات السلفية والجهادية: يمكن القول إن مقدمة وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم التي أصدرتها جماعة الجهاد الإرهابية المصرية عام 2007 في إطار المراجعات  تتضمن -على إيجازها- مجموعة من الأفكار الأساسية التي تشكل ما يمكن أن يطلق عليه الإطار المرجعي للوثيقة، ولعل الفكرة الجوهرية الأولى هي النظر إلى الخلافة الإسلامية نظرة مثالية تؤدي في النهاية إلى تقديسها والحلم باستعادتها، لكن أخطر ما في الوثيقة هو عرضها نظرية متكاملة في التكفير.

فقد جاء في الوثيقة تحت عنوان «دين الإسلام»، حيث تقول: «والإسلام ملزم لجميع المكلفين من الإنس والجن من وقت بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) وإلى يوم القيامة»، وبالتالي فالبشر جميعهم منذ البعثة النبوية وإلى يوم القيامة هم «أمة الدعوة» (المدعوون إلى اعتناق دين الإسلام)، فمن استجاب منهم لذلك فهم أمة الإجابة، وتسترسل الوثيقة فتقول: «ومعنى إلزام دين الإسلام أن الله سبحانه لن يحاسب جميع خلقه المكلفين منذ بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) وإلى يوم القيامة إلا على أساس دين الإسلام، فمن لم يعتنق دين الإسلام، أو اعتنقه ثم خرج عن شريعته بناقض من نواقض الإسلام، فهو هالك لا محالة إن مات على ذلك». واستندت الوثيقة في هذا الحكم الخطير إلى آية قرآنية هي «ومن يتبع غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين» (آل عمران: 85). 

وبعد ذلك تقدم الوثيقة نظرية متكاملة في الكفر مبنية على مقولة مبدئية هي أن «الإسلام يتحقق بتقديم مراد الرب على مراد النفس، فإنه ينقص أو ينتقص بمخالفة ذلك، والمخالفة درجات: فمن قدم مراد نفسه على مراد ربه في أشياء يسيرة فهذا مرتكب الصغائر (وهي العصيان)، ومن قدم مراد نفسه على مراد ربه في أشياء كبيرة فهذا مرتكب الكبائر (وهو الفسوق)، ومن قدم مراد نفسه على مراد ربه في أشياء عظيمة فقد وقع في الكفر».([12]).


مستقبل الفكر التكفيري

 ثانياً : الأسباب التى أدت إلى انتشار الفكر التكفيري
  يعد التكفير من الثمرات المرة لميراث ثقافي إسلامي معادٍ للعقل والاجتهاد والتسامح، وضيق الأفق في فهم نصوص الدين ، فالتراث العربي الإسلامي شأنه شأن أي تراث ثقافي في التاريخ الإنساني فيه الظلامي والتنويري، وأنه مثلما حوى تيارات العقل والتجديد والاجتهاد والتسامح، كان فيه القدر الكبير من تيارات التحجر والجحود والانغلاق والتكفير والتشرنق على الذات. ومن ثم تنوعت العوامل التى أدت لبلورة الفكر التكفيرى ويعد أبرزها التالي:  
1-   شكلت الحاكمية الفكرة المحورية التي تأسست عليها بقية مفاهيم التيارات الإسلامية التكفيرية ، فهي الجذر الذى نهضت على أساسه منظومتهم الفكرية بكل مقولاتها، ومفاهيمها، وفروعها، ومنها تولدت بقية مفاهيمهم:فانبثقت منها فكرة: شرك الحاكمية وتوحيد الحاكمية عند سيد قطب وأخيه محمد قطب، وتولدت من ذلك فكرة العصبة المؤمنة، وفكرة الوعد الإلهي لهذه العصبة المؤمنة، وفكرة الجاهلية، التي هي حالة بقية المسلمين، وفكرة المفاضلة والتمايز الشعوري بين الفئتين، وفكرة الاستعلاء من العصبة المؤمنة على الجاهلية وأهلها، وفكرة حتمية الصدام بين الفئتين عند سيد قطب، وفكرة التمكين، إلى آخر شجرة المفاهيم التي نتجت من قضية الحاكمية، والتي تتكون من مجموعها نظرية متكاملة داخل عقل تلك التيارات. وهى مجموعة من الأفكار، تغزو عقل المتدين، فيتحول بها من متدين إلى متطرف، ثم من متطرف إلى تكفيري، ثم من تكفيرى إلى قاتل يحمل السلاح ويسفك الدماء(.[13]).

2-  الاختلاف بين المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، مثل التنازع علي الخلافة وورود المتشابه في القران وشيوع التفكير الكلامي والفلسفي بين علماء المسلمين في اثبات العقائد والحجج والدفاع عن العقيدة وقد جرهم ذلك الي دراسة مسائل ليس في استطاعة العقل البشري ان يصل الي نتائج مقررة ثابتة فيها كمسالة اثبات صفات الله تعالي ونفيها وقدرة العبد بجوار قدرة الرب .

3-  التمسك والتعصب للأطروحات التكفيرية من خلال رفض إعمال العقل والتمسك بأقوال السلف دون فهم سياقها لتخلق في النهاية حالة تكفيرية دموية استناداً إلى نصوص يفسرونها على حسب أهوائهم ليستبيحوا بها دماء المسلمين وغير المسلمين ليشكلا معا رابطًا أساسيًّا للفكر التكفيري من حيث المحتوى والمضمون. فالمتتبع للمنشأ التاريخي لكل تيارات العنف والتكفير يجد أنها امتداد طبيعي لفكرٍ واحدٍ تختزله حالةُ "الخوارج" في رفض ومقاتلة كل من يخالفهم في الرأي. وقد ارتبط الخوارج على مدى تاريخهم بالتعصب للمذهب على حساب الدين واستغلال ذلك كمبرر للقتل والتنكيل بخصومهم من المسلمين وغير المسلمين وهو ما تطبقه الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة والسلفية الجهادية، ويمثل "داعش" "وأنصار الشريعة "و"أنصار بيت المقدس "نماذج لهذا التطرف المقيت تحت مصطلحات إسلامية كالبراء والولاء والجهاد الشرعي وغيره من المفاهيم المغلوطة.([14]).


4-  إجمالا داخل كل ديانة من الديانات الثلاث الإبراهيمية( اليهودية،المسيحية،والإسلام) وجد من يدّعى أنه ممثل الله على الأرض، وظهرت نظرية الحق الإلهي في الحكم، ونظرية خليفة الله على الأرض، وجمع الحاكم بين السلطتين الدينية والدنيوية، وأصدر أحكامه على البشر بالهرطقة والزندقة والكفر، فكان الموت هو العقوبة، وتفنّنوا في طرق الموت ما بين قطع الرقبة والحرق حياً، وفى الوقت نفسه تربّحوا من هذه العقوبة عبر منح صكوك الغفران وبيع أجزاء من الجنة.([15] ).
مستقبل الفكر التكفيري
ثالثًا: آليات مواجهة الفكر التكفيري

 تتنوع آليات مواجهة الفكر التكفيري، وهو ما يمكن إبراز أهمها في التالي:

1-  ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة: فقد تعرض عدد من الشباب -ولايَزال- إلى عملية غسل الأدمغة، من خِلال الترويج لمفاهيم مغلوطة لنصوصِ القُرآن والسنة، واجتهادات العُلماء أفضت إلى الإرهاب والفكر التكفيري؛ ما يوجِب على العلماء وأهلِ الفكر مسؤوليَّة الأخذ بأيدي هؤلاء المغررِ بهم من خِلال برامج توجيه، ودورات تثقيف، تكشف الفهم الصحيح للنصوصِ والمفاهيمِ، حتى لا يَبقوا نهبًا لدعاة العنف، ومروجي التكفير. 



ومن هذه المفاهيمِ مفهوم الخلافة الراشدة في عصر صحابة رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فقد كانت تنظيمًا لمصلحة الناسِ غايته حراسة الدين وسِياسة الدنيا، وتحقيق العدل والمساواة بين الناس، فالحكم في الإسلام يتأسس على قِيم العَدل والمساواة، وحِماية حقوق المواطنة لكل أبناء الوطن بلا تمييز؛ بسبب اللونِ أو الجنسِ أو المعتقد، وكل نظام يحقق هذه القيم الإنسانيةَ الرئيسية هو نظام يكتسب الشرعية من مصادر الإسلام، ومن المفاهيم المحرفة أيضًا مفهوم الجهاد، ومعناه الصحيح في الإسلام هو أنه ما كان دفاعًا عن النفس وردًّا للعدوان، وإعلانُه لا يكون إلا من ولي الأمر، وليس متروكًا لأي فرد أو جماعة مهما كان شأنها.

2-   إحداث ثورة في الفكر الإسلامي تعمل على تجديد فهم الدين، وتفسير آيات القرآن الكريم والسنة النبوية لقطع دابر المفسدين والجاهلين بأصول الدين، أي مراجعة فقهية وفكرية وثقافية وتطبيق المنهج الصحيح للإسلام، يقوم بها علماء دين تقاة وفقهاء يعرفون دين الله حق المعرفة؛ لتحريره من فكر ظلامي تستظل به منظمات الإرهاب والتكفير والتطرف، ومن فتاوى محرفة، وذلك يقتضي بالضرورة إعادة تأهيل المؤسسات الدينية والعلمية، وتنقيتها ممن يسيئون فهم الكتاب والسنة، وكذلك المناهج الدراسية الدينية والكتب التي تحرض على الفتنة والتكفير. 

هي معركة يجب تقوم بها دور الإفتاء ووزارات الأوقاف والهيئات العلمية، ورجال الفكر والثقافة والإعلام لتعيد للإسلام صحيح بيانه وتسترده من فئة ضالة.([16])

3-  التصدي للتغييب المتعمد لكل مقاصد الشريعة التي جاءت بالحياة وترفض العنف والإرهاب بكل صوره (ومَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيا النَّاسَ جَمِيعًا)، وبالخلق العظيم (وِإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم)، وبالحضارة، والتمدن، والرحمة للعالمين (وما أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَةً للعَالَمِين)، وبالتعارف مع كل الحضارات والشعوب (وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، وحفظ الأنفس والعقول والأعراض، واحترام الأكوان (الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمـين)، وإكرام الإنسان مطلق الإنسان (ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَم)، وازدياد العمران (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ واسْتَعْمَركُمْ فيها).

4-  بلورت نهضة ثقافية أخرى كتلك التي كانت لدينا في أواخر القرن التاسع والعقود الأولى من القرن العشرين، والتي فاضت بإشعاعها على كل المنطقة العربية عندما كانت تخاطب العقل وتهذب السلوك وتنتج أشعة التنوير، هنا يبرز دور المكتبات العامة وأهميتها في نشر العلم، واكتشاف الموهوبين، ونشر الفكر المستنير، فضلًا عن ضرورة الاهتمام بالفنون والآداب والمسارح ونشر الثقافه([17]) .



الخاتمة
إن مستقبل الفكر التكفيري سيرتبط بمدى القدرة على إعلاء قيم التفكير، فالإسلام يدعو لذلك، وهناك الكثير من الإشارات في القرآن الكريم تدعو إلى ضرورة التفكر والتدبر والتأمل، وقد انتبه لذلك الأمر علماء مؤثرون من المسلمين، مثل «أبوحنيفة» وابن خلدون وابن رشد والكندي وابن سينا وابن الهيثم وغيرهم، ولكنهم حُجموا كثيرًا في الإرث الديني لصالح آراء أخرى أكثر تضييقًا، ويكفي أن هناك رأيًا لقامة عظيمة مثل الإمام الشافعي -رضي الله عنه- أحد أهم أئمة المذهب السُّنِّي الذي قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وفيه رؤية شمولية لأهمية التفكير وحرية الرأي والإتيان بالحجة الصحيحة، ولاشك في أن تنقية صورة الإسلام إنما تكون عن طريق تحريره من ذلك التراث الظلامي، ومن محاولات السطو عليه من قبل تيارات التكفير وجماعاته المتشددة.
المراجع :
(1)   عبدالرحمن الخطيب، ظاهرة التكفير ليست محصورة ببعض المسلمين، جريدة الحياة اللندنية،17 /9/ 2014 .https://bit.ly/2libd04

(2)   عماد جاد، آفة التكفير وجرائم المكفراتية، https://www.elwatannews.com/news/details/2767186[2]


(3)    المرجع السابق، وللمزيد حول دور مارتن لوثر كنج راجع، هاشم صالح، مارتن لوثر كنج والإصلاح الديني الكبير، جريدة الشرق الأوسط،5/12/2017 https://bit.ly/2t4Mgta


 (4)   جذور التكفير من الخوارج إلى دعاة الإرهاب، 25/12/2017https://bit.ly/2M0tvOw

(5)   «المكفراتي من الخوارج إلى الدواعش» 5/9/2017 ،http://www.albawabhnews.com/2696235
 (6)   فتوى التتار لشيخ الإسلام «إبن تيمية».. دراسة تحليلية، إبراهيم غالي، أحمد عاطف، محرران، تقرير المستقبل، مجلة اتجاهات الأحداث، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، الإمارات، العدد 14، سبتمبر- أكتوبر 2015. ص 8.
(7)    رسائل حسن البنا من ( 1906- 1949 )، وراجع أيضًا، مذكرات الدعوة والداعية، حسن البنا، تقديم «أبوالحسن علي الحسني الندوي»، مارس 1966.


(8) شكري مصطفى، أمير جماعة التكفير والهجرة، 7/11/2016،
http://www.islamist-movements.com/37889

(9)عماد عبدالراضي، سيد قطب وتكفير المجتمعات الإسلامية، الأهرام، 1 أكتوبر 2014 السنة 139 العدد 46715.

    (10) محمد كامل، القاعدة وداعش... منهج واحد وتكفير متبادل، 9/8/2016،  https://www.elwatannews.com/news/details/1311739


(11) المرجع السابق.

(12) السيد ياسين، أصول الفكر التكفيري، جريدة الحياة اللندنية، 26 /12/2015 . https://bit.ly/2libd04.



(13)  الحاكمية... نظرية شرعية ورؤية واقعية، إبراهيم غالي، وأحمد عاطف، محرران، تقرير المستقبل، مجلة اتجاهات الأحداث، مرجع سابق، ص 3.  

(14) العنف والتكفير من الخوارج إلى الجماعات المسلحة، 28/3/2018 ،
http://www.islamist-movements.com/43447

(15)عماد جاد، آفة التكفير وجرائم المكفراتية، مرجع سابق.

(16) حسـني كمـال، الإعلام شريك أساسي في مواجهة الفكر التكفيري، https://bit.ly/2yl228t


(17) عبد الرؤوف الريدي، منابع الإرهاب، الأهرام، 14 أبريل 2017 السنة 141 العدد 47611.

شارك معنا