Our social:

Latest Post

الجمعة، 21 أبريل 2017

العالم السفلي - الجزء الثاني

العالم السفلي  - الجزء الثاني
من هو ( ساروخ ) ؟
إن (ساروخ) هو الإبن الأكبر لإبليس "البِكر" ومما يُعرَف عنه أنه لا يحضر إلا للإنسان الذي يُتمتِم ببعض الطلاسم الخاصة والقوية في مفعولها، وأنه عندما يحضر إلى هذا الإنسان فلا يحضر إلا عارياً تماماً!.

من هو ( دنهش ) ؟
هو أقوى أولاد إبليس، ويُقال أنه بسبب قوته تلك فقد نصبّه إبليس حاكماً على جميع أبنائه، ومما يُعرف عن (دنهش) أنه يحمل في إحدى يديه صليب بشكل دائم.

وقفة قبل أن نُكمِل مع أبناء "إبليس" ..
ما يحدث بين (ساروخ) و (دنهش) يوضح أننا أمام خلل تربوي واضح، فإبليس عليه لعائن الله يُعامِل إبنه البِكر (ساروخ) مُعاملة فيها الكثير من التهميِّش، بدلالة أنه لم يختاره كحاكماً على جميع أبناءه رغم أنه البِكر بينهم، إنما فضّل عليه (دنهش) ونصبه حاكماً. ربما رآى إبليس في إبن قِلة عقل وسِفه بدلالة حضوره لمن يستدعيه عارياً بالكامل!، هذا الحضور يدل على وجود خلل عقلي، هذا الخلل العقلي على الأرجح أنه نتيجة سوء تربية، وكيف لا يكون في الأمر سوء تربية وأبناء "إبليس" لم ينالوا التربية الصحيَّة جيداً، فأبوهم "إبليس" أنجبهم عن طريق نكح نفسه، حيث يُقال أن الله تعالى خلق لإبليس في فخذه اليُمنى ذكراً وفي اليسرى فرجاً، فهو ينكح هذا بهذا، كعملية يومية، فيُخرِج له كل يومٍ عشرُ بيضات بهذه الطريقة، بيضٌ للمشرق، وبيضٌ للمغرب، وبيضٌ للأراضي الوسطى!، من كل بيضة يخرج سبعون شيطاناً وشيطانة.
وطبعاً هذا النمط الغريِّب في الإنجاب يدل دلالة واضحة أن أبناء إبليس لا يحضون برعاية الأم، فلا أمً هنا ولا أنثى لإبليس إنما هو ذاته الأمُ العطوف والأب الراعي لأبنائه، ويبدوا أنها مهمة شاقة عليه جعلته يفشل في أداء عاطفة الأم ومسئولية الأب مما أوجد خللاً واضحاً في شخصية الأبناء وعقلياتهم، وها هو إبنه البِكر (ساروخ) لا يحضر إلا عارياً بينما إبنه (دنهش) الأقوى لا يمشي إلا وهو حاملاً الصليِّب في يده!.

فمن هي (لاقيِّس) ؟!.
إن (لاقيِّس) هي الإبنة المدللة والمفضلة عند إبليس، إنها أقرب أبنائه إلى قلبه، هذا لأنها كانت المسئولة عن تعليِّم نساء قوم لوط السِحّاق في الوقت الذي انشغل فيه الرجال ببعضهم البعض!، ويُقال أن (لاقيِّس) لا تزال حتى اليوم مسئولة عن السِحّاق، ولهذه الأعمال الدنيئة باتت هي الأقرب إلى قلب أبيها إبليس.
هُنا، يُطرح سؤال: من إذاً قد علّم رجال قوم لوط اللواط؟!، إلى الآن لم يأتينا الجواب، ولكن والعلم عند الله أنه (ساروخ) الإبن الأكبر لإبليس، الذي عُرِف عنه أنه يُحب الظهور عارياً تماماً.

***

عزيزي القارئ، بعد ما قيِّل أعلاه من كلام لا وزن له، دعنا نتعرف على حقيقة العالم السفلي.

(1)
إن أول علامة تقودك إلى معرفة طبيعة العالم السفلي هي أن تجد أفراده يعلمون الكثير جداً عن الجن والعفاريت والأشباح، وكيف يُنجِب إبليس وكيف يربي أبنائه، وفي المقابل تجد هؤلاء الخبراء عن عالم الجن لا يعلمون شيئاً عن عالمهم الواقعي الذي يعيشونه كل يوم.
أسماء ملوك الجن معروفة، ومعروف ماذا يأكلون وماذا يلبسون ومن منهم يطيِّر ومن يزحف على بطنه، وأين يسكنون، ورغم هذه المعرفة الواسعة عن الجن والعفاريت تجد أبناء العالم السفلي لا يعلمون من هم المفسدون في مجتمعهم، من يسرق الأراضي والأموال وأرزاق العِبّاد، من يتلاعب بالأسعار والسِلع ويؤجج الخلافات.
أبناء العالم السفلي يعلمون جيداً كيف ينكِح إبليس نفسه ليُنجِب أبناءه صباح مساء، وفي المقابل يجهلون تماماً كيف وعلى أي أساس كيف وعلى أي أساس يتخذ السياسي قراراته، وعلى ماذا يعتمد لتقرير مصيِّر الجموع.
يُمكِنك بكل طمأنينة أن تقول: إن المجتمع الذي يهرب من واقعه المؤلم إلى عالم الغيبيات والفرضيات الساذجة، هو مجتمع العالم السفلي.

( 2 )
في دول العالم المُتحضِر تنحصر أمور الجن و الغيبيات والرجم بالغيب في السيرك أو في الأزقة المُظلِمة أو عند مدمني الخرافات، أما في دول "العالم السفلي" فالتعامل مع الجن و العفاريت يتم في أعلى المناصب، عند القضاة و بين أزقة المحاكم ورجال الدين الفضلاء، لهذا كثيراً ما ستجد أصحاب السعادة والفضيلة يؤمنون بالجن والعفاريت كفاعليِّن مؤثرين على أرض الواقع، لهذا أيضاً ستجد الكثير من عمليات الإستعانة بالسحرة والمشعوذين الذين يتوسطون لدى الجن والعفاريت أن يقوموا بحل قضايا مجتمعهم الصعبة، المفارقة أن الجميع يؤمن بأن الجن له عقلاً صغير كعقل طفلٌ في الرابعة، مع هذا يُطالِبونه بأشياء لا يستطيعها أولوا العلم منهم! .. ولا تسأل كيف؟!، فأنت في العالم السفلي.

( 3 )
في العالم السفلي تجد الزوجين يُنجِبون نصف درزيّنة من الأبناء، رغم أن حالتهم المادية تحت خط الفقر، فإن سألت: لماذا يُنجِب الفقراء بهذه الكثرة؟!، سيأتيك الجواب: لأنه في العالم السفلي فالتكاثر هو المتعة الوحيدة، فالفقر وشدة الجوع تحصر كل متع الحياة في النكاح، وليست المشكلة في التكاثر، إنما المشكلة أن مجتمع العالم السفلي لا يُؤمِن لهذه الأعداد الغفيِّرة أيُ متطلبات لحياةٍ كريمة، ففي الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى الزيادة السكانية أنها موارد بشرية مهمة، نجد العالم السفلي يتعامل مع هذه الزيادة السكانية أنها ضرراً على الخطط التنموية!.
المهم أنه وبعد هذا العدد من الأبناء، يبدأ الوالدان في رحلة البحث عن أي خيط قد يساعد في تحسين الأوضاع المادية، ولأن مجتمع العالم السفلي لا يعطيهما أي إعتبار ولا حقوق، تأتي النتيجة أنهما سينفران من بعضهما البعض ويكرهان رؤية بعضهم البعض، ستكثر المشاكل الزوجية والعنف الأسري وحالات الطلاق.
و على الرغم من كل هذا الفقر و غياب الحقوق و غياب الوعي، تجد الزوجان المتنافران لا يناقشان ويبحثان عن أسباب هذه الحالة الزوجية المتأزمة إنما فوراً يذهبان لشيخ يرقيهما بالبصق كأول خطوة في العلاج!، هذا لأن السحر والعين هما التفسيِّران الأكثر رواجاً في العالم السفلي.
فأين يُمكن إعتماد البصق واللُعّاب كمادة علاجية إلا في العالم السفلي؟!

( 4 )
في العالم السفلي، فإن صاحب المال و الجاه و المنصب لا يسكن في أحياء العامة، بل إنه وإن سكن وسطهم وبينهم وشاركهم حياتهم، فأول خطوة سيقوم بها أن يبني الأسوار بإرتفاعات عالية، ثم سيقوم برش قِطعً من الزجاج فوق تلك الأسوار، ثم سيُحيِّط منزله الفخم بالكاميرات وكلاب الحراسة، وهو يلجأ لكل هذا لا ليأمن من اللصوص إنما ليُوضِح للعامة الذين يشاركهم حياتهم أنه إنسانٌ أرقى، أرقى من الإنتماء لعالمهم السفلي الذي صنعه بيديه ثم أجبرهم على العيش فيه ليتنعم هو ثم يتعالى عليهم.

( 5 )
في العالم السفلي نجد التفسير المنطقي وربما الوحيد الحاضر دائماً أمام كل المشاكل والتحديات هو "المؤامرة"!، لأن محاولة حل تلك المشاكل المتراكمة عملية مُرهقة بينما إلقاء اللوم على الأخرين أمراً يسيِّر، وقد تسمع في العالم السفلي أن الجن والعفاريت أيضاً يتآمرون على أبناء هذا العالم، وطالما الجن والعفاريت يتآمر فليس بمستغرب أن يدخل أحد الجن جسد معاليه أو سماحته ليتخذ القرارات أو يُصدر أوامر مصيرية، عليه يجب على البقية من العوام أن يتكاتفوا حول المسئول ويحصنونه بالماء المقري عليه والبخور والكثير من اللعاب المبارك، علّ وعسى أن لا يُباغِت سعادته عفريتاً يكره البلد.
ففي العالم السفلي وحده تجد أن للجن و العفاريت قدرات خارقة في نهب المال العام وتشبيِّك الأراضي وقطع الأرزاق، ثم يلوذون بالفرار والإختفاء تماماً وهي تعلم أنه لن يجرؤ أحد من أبناء العالم السفلي على تتبعها، فضلاً عن إحضارها للمحاكمة.

( 6 )
في العالم السفلي الأنظمة الوحيدة التي تعمل بكفاءة عالية هي أنظمة الجباية، والجباية في العالم السفلي تسري على جميع المواطنين بلا إستثناء، أما الوزراء والأمراء والتجار وكبار المسئولين وبعض الشيوخ الفضلاء وزمرة من المثقفين، فهؤلاء دائماً لا تشملهم أنظمة الجباية رغم أنهم من يحتكرون الأموال، وطبعاً، مثل هذا الإعفاء سيُولِد في نفوس العامة شيئاً من عدم إحترام القانون من الأساس، لكن لا أحد يهتم.

( 7 )
الإستهلاك، والإستهلاك فقط هو من أكبر العلامات التي يستدل بها الإنسان أنه أمام مجتمع من مجتمعات العالم السفلي، فلا تكاد توجد في العالم السفلي أي صناعة، والإنتاج في هذا العالم هو مفهومٌ غريب لا يُستساغ، ولماذا الإنتاج إن كان الله قد خلق لنا الغرب؟!. مع مثل هذا الإستهلاك المهول ستتولد الإتكالية، و الإتكالية بدورها ستُولِد لدى العامة ثقافة أن الله سخر لنا الكل وليس الغرب الكافر فقط، وطالما الله قد سخّر لنا هؤلاء فهذا لأنه يريدنا أن نتفرغ لعبادته فقط، فهل تفرغ أبناء العالم السفلي لعبادة الله فقط؟!

( 8 )
الدين في العالم السفلي غالباً ما يتم إستخدامه وفق الأهواء، لذلك هو غالباً يستخدم كسلاح هدم لا كأداةِ بناء، فالشاب إذا ما تعرف على فتاة فوراً سيشك في أهل بيته لأن الثقافة الدينية أقنعته بأن الله سينتقم لشرف تلك المعشوقة بإيقاع الضرر في أخته أو زوجته!، حينها سيبدأ الشاب بتضييق الخناق على نساء بيته وسيُعامِلهُن على أساس أنهن بغايا.
حينها إن هربت إحداهُن من هذا الجو الخانق إلى حضن شابٍ عابر، ستعلوا في الأجواء صيحات "الله أكبر" وسيردد أغلبهم: ألم نقل من قبل، بأن من يزني سيُزنى بأهله "تكبيِّير" وسيُكبِرون.
صورة أخرى للفوضى الدينية ،،،
أن عقوداً من المواعظ الدينية وملايين الخُطب عن الفضيلة والخير والصلاح وصلة الرحم، خطب ومواعظ في كل يوم وكل محفل. عقوداً من سياسة التحفيز بالجنة والترهيب من النار، بعد كل هذه العقود كان من المفترض أو المتوقع أن يتحول المجتمع إلى مجتمع ملائكي، إلا أن ما حدث أن المجتمع إنحدر إلى العالم السفلي.

( 9 )
الدعوة الدينية والنصح والإرشاد، التعليم والصحة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المؤسسات العسكرية والتعليمية ... لا رابط يربط بين كل هذه المؤسسات إلا رابط واحد، وهو أن كل شيء في العالم السفلي يتم بشكل فردي، كل قرار يتم اتخاذه في العالم السفلي يعتمد على التفرد بالرأي، أو بمعنى آخر على قانون {ما أُريِّكم إلا ما أرى}.
و كمحاولة للتمويه، يتم دوماً إستحداث اللجان و اللجان الفرعية، كمحاولة لخلق فكرة أن القرار في العالم السفلي يُتخذ بشكل جماعي، غير أن الحقيقة أن مهمة هذه اللجان هي تحول مُتخِذ القرار من كائن "أحادي الخلية"  إلى "كائن رخوي" كالأخطبوط، يتخذ القرار وعلى اللجان مهمة المصادقة عليه بلا جدال.

( 10 )
ما هو العالم السـفلي؟
كما أن الكهوف المظلمة جنة الخفافيش، فإن العالم السفلي جنة كل فوضوي.

***


إن للجن سبعة ملوك عظماء:
1- الملك عبد الله "المُذهّب".
2- الملك مـُـرّة.
3- الملك ابا محرز "الأحمر".
4- الملك برقان "ابا العجائب".
5- الملك شمهورش.
6- الملك الأبيض.
7- الملك ميمون "ابا نوخ".

ويُقال أن هؤلاء الملوك السبعة قد تجمعوا يوماً في وادي بعيد، وأخذوا يُلِحوُّن إلى الله بالدعاء أن يُنجيَهم من تجني البشر عليهم.

العالم السفلي


 العالم السفلي 




كلمة أو مصطلح يطلق على ( الشياطين – العفاريت – الأشباح – الجن )

أو بالأحرى على كل من يسكن تحت الأرض هناك في الجانب المظلم الخفي عن الأبصار .

تُرى ماذا يحدث هناك ؟؟

- نظريات عربية و غربية تناولت هذا الموضوع و كلٍ أدلى بدلوه علماء و شيوخ و عباقرة و مفكرين كلٍ منهم تناول الموضوع من وجهة نظره الشخصية و أرهق نفسه بحثا عن الأدلة الدامغة التي تدعم وجهة نظره سواء كانت هذه الأدلة من القرآن الكريم أو بنتائج البحث العلمي في هذه المسألة المعقدة عن جد .

- رأينا كتباً كثيرة تهتم بالعالم السفلي بمفهومه الواسع الذي عرفناه لكم قبل قليل و كتباً أخرى ضيقت المعنى و حدته بعالم الأبالسة و الشياطين . . و المعنى الأخير هو ما يهمنا و نحن بصدد تناول موضوع أشقى العلماء بحثاً عن أصوله و فروعه و دواخله المعقدة جدا .


إنه عالم إبليس اللعين و نسله و أتباعه

( العالم السفلي )

عالم جد غريب و رهيب في بناؤه و تكوينه أتمنى أن يوفقني الله لشرحه لكم بالطريقة التي تستسيغونها . .

لقد كفر إبليس و من قبل كان اسمه ( سنديائيل ) نظرا للدرجة الكبيرة التي وصل إليها من العبادة فمن المعروف أن أسماء الملوك العلوية ( شديدة الإيمان ) يزيل اسمهم بلفظ ( ايل ) . .


نعم لقد كان ( إبليس ) هو نفسه ( سنديائيل ) في يوم من الأيام . . حتى خلق الله سبحانه و تعالى ( سيدنا آدم ) أبو البشر و خلق منه زوجه ( حواء ) و أمر الله جل في علاه الملائكة ليسجدوا لآدم فسجدوا جميعا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين بحسب نص القرآن الكريم الصريح في هذا الشأن


{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ }البقرة34


و من هنا كانت البداية لكل شيء في العالم السفلي حيث هبط إبليس ملعوناً مرجوماً من الله سبحانه و تعالى جراء فعلته الشنيعة برفضه تنفيذ أمر الله سبحانه و تعالى بالسجود لسيدنا آدم أبو البشر عليه السلام .


هبط إبليس ( الشيطان ) و تحول اسمه من (سنديائيل ) إلى ( إبليس ) بعد أن توعد آدم و حواء و نسلهما بالإغواء كما نص القرآن الكريم بصريح نص الآيات

{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }الحجر39


{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }ص82

و بالطبع فإن قسم إبليس الرجيم برب العزة ليغوي ولد آدم أجمعين يعد تعديا على الأوامر الإلهية الصادرة من رب العزة سبحانه و تعالى .
- بعد الطرد من الجنة لإبليس و الخروج المهين و الهبوط إلى الأرض مكسورا مدحورا أعد إبليس العدة ليغوي آدم و جمع أتباعه و أشياعه و أخذ يحثهم على إتباعه في رحلة إغواء بني آدم و بدأ في رسم المخططات التي سيوقع بها ابن آدم في الخطيئة و يجعله يكفر بالله سبحانه و تعالى .

و اليكم الآن بعض أسماء أبناء إبليس ووظائفهم :

هفاف: وظيفته إيذاء الناس وتخويفهم بالظهور لهم بهيئة حيوانات مخيفة.
زلنبور: موكّل على من في السوق بتزيين أفعالهم من اللغو والكذب والقسم الكاذب ومدح البضاعة لبيعها.
ولّها: للوسوسة في الطهارة وفي الصلاة.
أبيض: للوسوسة إلى الأنبياء ولإثارة الغضب.
ثبر: ليزين للمصاب بمصيبة خمش الوجه وشقّ الجيب ولطم الخد.
أعور: لتحريك الشهوات لدى الرجال والنساء ودفعهم للزنا.
داسم: لإثارة الفتن في البيت بين أهله.
مطرش: لإشاعة الأخبار الكاذبة.
دهّار: لإيذاء المؤمنين في النوم بواسطة الأحلام المرعبة والاحتلام مع النساء الأجنبيات.
تمريح: لإشغال وقت الناس عن أداء واجباتهم.
لاقيس: بنت إبليس التي علّمت نساء قوم لوط السحاق بعد أن اشتغل الرجال بالرجال منهم ، وما زالت وظيفتها إلى الآن إضلالهن بالسحاق.
مقلاص: لتزيين أمر القمار والمتقامرين ثم إيقاع العداوة والبغضاء بينهم.
اقبض: واجبه وضع البيض إذ يضع في اليوم ثلاثين بيضة، عشر في المشرق، وعشر في المغرب، وعشر في وسط الأرض، فيخرج من كل بيضة عدد من الشياطين والعفاريت والجان، وجميعها أعداء للإنسان .

و بالطبع فإن هؤلاء ليسوا بكل أبناء إبليس و لكنهم جزء منهم و ما خفي كان أعظم . . فإبليس هذا المخلوق الذي رفض طاعة الخالق جل في علاه لن يبخل أو يدخر طريقة يخرج بها الإنسان عن ملته بالتوحيد بالله ( أياً كانت ديانته ) إلا و اتخذها سبيلا للوصول إلى أهدافه القذرة ( مثله تماما ) .


- يا الله . . فعلا الكلام يطول و يطول و لكني لا أريد أن أطيل عليكم اليوم فالعالم السفلي و ما فيه من الغرائب و العجائب لهو موضوع يستحق كل كلمة أو حرف كتبت فيه عن حق .

أخيرا : أتمنى من الله أن تصل رسالتي هذه بشكل عاجل و سريع لكل إنسان مسلم ( عاصي ) فقد تكون تلكم الكلمات البسيطة سببا في التغيير الذي لا ينبع إلا من داخلك . . فقط اقرأ ( العالم السفلي ) بقلبك قبل عينك و عقلك

و الله الموفق لما فيه خير
منقوول

الأحد، 16 أبريل 2017

قصة حياة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله

نتيجة بحث الصور عن صور فضيلة الشيخ محمد الشعراوي

نتيجة بحث الصور عن صور فضيلة الشيخ محمد الشعراوي
نشأته وتعليمه :


ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت
غمر بمحافظة الدقهلية وهو من أسرة شريفة يمتد نسبها إلى الإمام علي زين
العابدين بن الحسين
وحفظ الشعراوي القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره. في عام 1916 م
التحق الشيخ الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغا منذنتيجة بحث الصور عن صور فضيلة الشيخ محمد الشعراوي
الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة
الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر
والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسا لاتحاد الطلبة سنة
1934م ، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق                                        

ثم أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، فالتحق الشعراوي
بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية،
ثم تخرج الشيخ عام 1941 وحصل علي العالمية (الدكتوراة) مع إجازة التدريس
عام 1943م.

ماذا قال رسول الله محمد "صل الله عليه وسلم عن الخوارج (الاخوان ومنظماته ) والملحدين







أحاديث الخوارجنتيجة بحث الصور عن صور الارهابيين في مصرنتيجة بحث الصور عن صور الارهابيين في مصر

من الكتب الستة :
1-عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( الخوارج كلاب النار )).

صحيح ابن ماجة )143(

2-عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن بعدى من أمتى ( أو سيكون بعدى من أمتى ) قوم يقرأون القرآن . لا يجاوز حلاقيمهم . يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرّميّة . ثم لا يعودون فيه . هم شر الخلق والخليقة )) .

أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب الخوارج شر الخلق والخليقة (1067)

3- عن أبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : (( سيكون في أمتي اختلاف و فرقه ؛ قوم يحسنونَ القيلَ ، ويسيئون الفعلَ ، يقرءونَ القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرّميّة ، لا يرجعون حتى يرتد على فُوقِهِ ؛ هم شر الخلق والخليقةِ ، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء ، من قاتلهم كان أولى بالله منهم )) .

قالوا : يا رسول الله ! ما سيماهم ؟ قال : (( التحليق )) .

صحيح أبى داود (4765)

الجمعة، 14 أبريل 2017

اتقوا الله يا امة محمد في ورث سيدنا محمد " صل الله عليه وسلم " كتاب الله وسنته

اتقوا الله يا امة محمد في ورث سيدنا محمد "صل الله عليه وسلم" كتاب الله وسنته

باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم وقول الله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله وقال إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين

6531 حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا خيثمة حدثنا سويد بن غفلة قال علي رضي الله عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فوالله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهميمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

الحاشية رقم: 1
ص: 296 ] قوله : ( باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم وقول الله تعالى وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون . أما الخوارج فهم جمع خارجة أي طائفة ، وهم قوم مبتدعون سموا بذلك لخروجهم عن الدين وخروجهم على خيار المسلمين ، وأصل بدعتهم فيما حكاه الرافعي في الشرح الكبير أنهم خرجوا على علي - رضي الله عنه - حيث اعتقدوا أنه يعرف قتلة عثمان - رضي الله عنه - ويقدر عليهم ولا يقتص منهم لرضاه بقتله أو مواطأته إياهم ، كذا قال ، وهو خلاف ما أطبق عليه أهل الأخبار ؛ فإنه لا نزاع عندهم أن الخوارج لم يطلبوا بدم عثمانبل كانوا ينكرون عليه أشياء ويتبرءون منه .

وأصل ذلك أن بعض أهل العراق أنكروا سيرة بعض أقارب عثمان فطعنوا على عثمان بذلك ، وكان يقال لهم القراء لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة ، إلا أنهم كانوا يتأولون القرآن على غير المراد منه ويستبدون برأيهم ويتنطعون في الزهد والخشوع وغير ذلك ، فلما قتل عثمان قاتلوا مع عليواعتقدوا كفر عثمان ومن تابعه واعتقدوا إمامة علي وكفر من قاتله من أهل الجمل الذين كان رئيسهم طلحة والزبير فإنهما خرجا إلى مكة بعد أن بايعا عليا فلقيا عائشة وكانت حجت تلك السنة فاتفقوا على طلب قتلة عثمان وخرجوا إلى البصرة يدعون الناس إلى ذلك ، فبلغ عليا فخرج إليهم ، فوقعت بينهم وقعة الجمل المشهورة وانتصر علي وقتل طلحة في المعركة وقتل الزبير بعد أن انصرف من الوقعة ، فهذه الطائفة هي التي كانت تطلب بدم عثمان بالاتفاق .

ثم قام معاوية بالشام في مثل ذلك وكان أمير الشام إذ ذاك وكان علي أرسل إليه لأن يبايع له أهل الشام فاعتل بأن عثمان قتل مظلوما وتجب المبادرة إلى الاقتصاص من قتلته وأنه أقوى الناس على الطلب بذلك ، ويلتمس من علي أن يمكنه منهم ، ثم يبايع له بعد ذلك ، وعلي يقول ادخل فيما دخل فيه الناس وحاكمهم إلي أحكم فيهم بالحق ، فلما طال الأمر خرج علي في أهل العراق طالبا قتال أهل الشام فخرج معاوية في أهل الشام قاصدا إلى قتاله ، فالتقيا بصفين فدامت الحرب بينهما أشهرا .

وكاد أهل الشام أن ينكسروا فرفعوا المصاحف على الرماح ونادوا ندعوكم إلى كتاب الله تعالى وكان ذلك بإشارة عمرو بن العاص وهو مع معاوية ،فترك جمع كثير ممن كان مع علي وخصوصا القراء القتال بسبب ذلك تدينا ، واحتجوا بقوله تعالى : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم الآية ، فراسلوا أهل الشام في ذلك فقالوا ابعثوا حكما منكم وحكما منا ويحضر معهما من لم يباشر القتال فمن رأوا الحق معه أطاعوه ، فأجاب علي ومن معه إلى ذلك ، وأنكرت ذلك تلك الطائفة التي صاروا خوارج وكتب علي بينه وبين معاوية كتاب الحكومة بين أهل العراق والشام : هذا ما قضى عليه أمير المؤمنين على معاوية فامتنع أهل الشام من ذلك وقالوا اكتبوا اسمه واسم أبيه ، فأجاب علي إلى ذلك فأنكره عليه الخوارج أيضا .

ثم انفصل الفريقان على أن يحضر الحكمان ومن معهما بعد مدة عينوها في مكان وسط بين الشام والعراق ، ويرجع العسكران إلى بلادهم إلى أن يقع الحكم ، فرجع معاوية إلى الشام ، ورجع علي إلى الكوفة ، ففارقه الخوارج وهم ثمانية آلاف وقيل : كانوا أكثر من عشرة آلاف وقيل ستة آلاف ، ونزلوا مكانا يقال له حروراء بفتح المهملة وراءين الأولى مضمومة ، ومن ثم قيل لهم الحرورية وكان كبيرهم عبد الله ص: 297 ] بن الكواء بفتح الكاف وتشديد الواو مع المد اليشكري ، وشبث بفتح المعجمة والموحدة بعدها مثلثة التميمي فأرسل إليهم علي ابن عباس فناظرهم فرجع كثير منهم معه .

ثم خرج إليهم علي ، فأطاعوه ودخلوا معه الكوفة معهم رئيساهم المذكوران ، ثم أشاعوا أن عليا تاب من الحكومة ولذلك رجعوا معه ، فبلغ ذلك عليافخطب وأنكر ذلك ، فتنادوا من جوانب المسجد : لا حكم إلا لله ، فقال : كلمة حق يراد بها باطل ، فقال لهم : لكم علينا ثلاثة : أن لا نمنعكم من المساجد ، ولا من رزقكم من الفيء ، ولا نبدؤكم بقتال ما لم تحدثوا فسادا .

وخرجوا شيئا بعد شيء إلى أن اجتمعوا بالمدائن ، فراسلهم في الرجوع فأصروا على الامتناع حتى يشهد على نفسه بالكفر لرضاه بالتحكيم ويتوب ، ثم راسلهم أيضا فأرادوا قتل رسوله ، ثم اجتمعوا على أن من لا يعتقد معتقدهم يكفر ويباح دمه وماله وأهله ، وانتقلوا إلى الفعل فاستعرضوا الناس فقتلوا من اجتاز بهم من المسلمين ، ومر بهم عبد الله بن خباب بن الأرت وكان واليا لعلي على بعض تلك البلاد ومعه سرية وهي حامل فقتلوه وبقروا في سريته عن ولد ، فبلغ عليا فخرج إليهم في الجيش الذي كان هيأه للخروج إلى الشام .

فأوقع بهم بالنهروان ، ولم ينج منهم إلا دون العشرة ولا قتل ممن معه إلا نحو العشرة ، فهذا ملخص أول أمرهم ، ثم انضم إلى من بقي منهم من مال إلى رأيهم فكانوا مختفين في خلافة علي حتى كان منهم عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل عليا بعد أن دخل علي في صلاة الصبح ، ثم لما وقع صلحالحسن ومعاوية ثارت منهم طائفة فأوقع بهم عسكر الشام بمكان يقال له النجيلة ثم كانوا منقمعين في إمارة زياد وابنه عبيد الله على العراق طول مدةمعاوية وولده يزيد .

وظفر زياد وابنه منهم بجماعة فأبادهم بين قتل وحبس طويل ، فلما مات يزيد ووقع الافتراق وولي الخلافة عبد الله بن الزبير وأطاعه أهل الأمصار إلا بعض أهل الشام ثار مروان فادعى الخلافة وغلب على جميع الشام إلى مصر ، فظهر الخوارج حينئذ بالعراق مع نافع بن الأزرق ، وباليمامة معنجدة بن عامر وزاد نجدة على معتقد الخوارج أن من لم يخرج ويحارب المسلمين فهو كافر ولو اعتقد معتقدهم ، وعظم البلاء بهم وتوسعوا في معتقدهم الفاسد فأبطلوا رجم المحصن وقطعوا يد السارق من الإبط وأوجبوا الصلاة على الحائض في حال حيضها وكفروا من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن كان قادرا ، وإن لم يكن قادرا فقد ارتكب كبيرة ، وحكم مرتكب الكبيرة عندهم حكم الكافر ، وكفوا عن أموال أهل الذمة وعن التعرض لهم مطلقا وفتكوا فيمن ينسب إلى الإسلام بالقتل والسبي والنهب ، فمنهم من يفعل ذلك مطلقا بغير دعوة منهم ، ومنهم من يدعو أولا ثم يفتك ، ولم يزل البلاء بهم يزيد إلى أن أمر المهلب بن أبي صفرة على قتالهم فطاولهم حتى ظفر بهم وتقلل جمعهم ، ثم لم يزل منهم بقايا في طول الدولة الأموية وصدر الدولة العباسية ، ودخلت طائفة منهم المغرب .

وقد صنف في أخبارهم أبو مخنف بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح النون بعدها فاء واسمه لوط بن يحيى كتابا لخصه الطبري في تاريخه وصنف في أخبارهم أيضا الهيثم بن عدي كتابا ، ومحمد بن قدامة الجوهري أحد شيوخ البخاري خارج الصحيح كتابا كبيرا ، وجمع أخبارهم أبو العباس المبرد في كتابه " الكامل " لكن بغير أسانيد بخلاف المذكورين قبله .

قال القاضي أبو بكر بن العربي الخوارج صنفان ؛ أحدهما يزعم أن عثمان وعليا وأصحاب الجمل وصفين وكل من رضي بالتحكيم كفار ، والآخر يزعم أن كل من أتى كبيرة فهو كافر مخلد في النار أبدا .

وقال غيره : بل الصنف الأول مفرع عن الصنف الثاني لأن الحامل لهم على تكفير أولئك كونهم أذنبوا فيما فعلوه بزعمهم .

وقال ابن حزم : ذهب نجدة بن عامر من الخوارج إلى أن من أتى صغيرة عذب بغير النار ، ومن أدمن على صغيرة فهو كمرتكب الكبيرة في التخليد في النار ، وذكر ص: 298 ] أن منهم من غلا في معتقدهم الفاسد فأنكر الصلوات الخمس وقال : الواجب صلاة بالغداة وصلاة بالعشي .

ومنهم من جوز نكاح بنت الابن وبنت الأخ والأخت ، ومنهم من أنكر أن تكون سورة يوسف من القرآن ، وأن من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن عند الله ولو اعتقد الكفر بقلبه .

وقال أبو منصور البغدادي في المقالات : عدة فرق الخوارج عشرون فرقة ، وقال ابن حزم أسوؤهم حالا الغلاة المذكورون وأقربهم إلى قول أهل الحق الإباضية ، وقد بقيت منهم بقية بالمغرب ، وقد وردت بما ذكرته من أصل حال الخوارج أخبار جياد : منها ما أخرجه عبد الرزاق عن معمروأخرجه الطبري من طريق يونس كلاهما عن الزهري قال : لما نشر أهل الشام المصاحف بمشورة عمرو بن العاص حين كاد أهل العراق أن يغلبوهم هاب أهل الشام ذلك إلى أن آل الأمر إلى التحكيم ، ورجع كل إلى بلده إلى أن اجتمع الحكمان في العام المقبل بدومة الجندل وافترقا عن غير شيء ، فلما رجعوا خالفت الحرورية عليا وقالوا لا حكم إلا لله ، وأخرج ابن أبي شيبة من طريق أبي رزين قال : لما وقع الرضا بالتحكيم ورجع عليإلى الكوفة اعتزلت الخوارج بحروراء فبعث لهم علي عبد الله بن عباس فناظرهم ، فلما رجعوا جاء رجل إلى علي فقال : إنهم يتحدثون أنك أقررت لهم بالكفر لرضاك بالتحكيم ، فخطب وأنكر ذلك فتنادوا من جوانب المسجد : لا حكم إلا لله . ومن وجه آخر أن رءوسهم حينئذ الذين اجتمعوا بالنهروانعبد الله بن وهب الراسبي وزيد بن حصن الطائي وحرقوص بن زهير السعدي ، فاتفقوا على تأمير عبد الله بن وهب ، وسيأتي كثير من أسانيد ما أشرت إليه بعد في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى .

وقال الغزالي في " الوسيط " تبعا لغيره في حكم الخوارج وجهان : أحدهما أنه كحكم أهل الردة ، والثاني أنه كحكم أهل البغي ، ورجح الرافعي الأول ، وليس الذي قاله مطردا في كل خارجي فإنهم على قسمين : أحدهما من تقدم ذكره ، والثاني من خرج في طلب الملك لا للدعاء إلى معتقده ، وهم على قسمين أيضا : قسم خرجوا غضبا للدين من أجل جور الولاة وترك عملهم بالسنة النبوية فهؤلاء أهل حق ، ومنهم الحسن بن علي وأهل المدينة في الحرة والقراء الذين خرجوا على الحجاج ، وقسم خرجوا لطلب الملك فقط سواء كانت فيهم شبهة أم لا وهم البغاة . وسيأتي بيان حكمهم في كتاب الفتن ، وبالله التوفيق .

قوله : ( وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله إلخ ) وصله الطبري في مسند علي من تهذيب الآثار من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أنه سأل نافعا كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية؟ قال : كان يراهم شرار خلق الله ، انطلقوا إلى آيات الكفار فجعلوها في المؤمنين .

قلت : وسنده صحيح ، وقد ثبت في الحديث الصحيح المرفوع عند مسلم من حديث أبي ذر في وصف الخوارج " هم شرار الخلق والخليقة " ، وعندأحمد بسند جيد عن أنس مرفوعا مثله ، وعند البزار من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : " ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخوارج فقال : هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي " وسنده حسن .

وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعا هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق والخليقة وفي حديث أبي سعيد عند أحمد " هم شر البرية " ، وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم : " من أبغض خلق الله إليه " ، وفي حديث عبد الله بن خباب يعني عن أبيه عند الطبراني شر قتلى أظلتهم السماء وأقلتهم الأرض " ، وفي حديث أبي أمامة نحوه ، وعند أحمد وابن أبي شيبة من حديث أبي برزة مرفوعا في ذكر الخوارج شر الخلق والخليقة يقولها ثلاثا " ، وعند ابن أبي شيبة من طريق عمير بن إسحاق عن أبي هريرة " هم شر الخلق " وهذا مما يؤيد قول من قال بكفرهم . ثم ذكر البخاري في الباب ثلاثة أحاديث :

ص: 299 ] الحديث الأول : قوله : ( حدثنا خيثمة ) بفتح الخاء المعجمة والمثلثة بينهما تحتانية ساكنة هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة بفتح المهملة وسكون الموحدة الجعفي ، لأبيه ولجده صحبة ، ووقع في رواية سهل بن بجر عن عمر بن حفص بهذا السند : حدثني بالإفراد أخرجه أبو نعيمولم يصرح بالتحديث فيه إلا حفص بن غياث ؛ فقد أخرجه مسلم من رواية وكيع وعيسى بن يونس والثوري وجرير وأبي معاوية ، وتقدم في علامات النبوة وفضائل القرآن من رواية سفيان الثوري ، وهو عند أبي داود والنسائي من رواية الثوري أيضا ، وعند أبي عوانة من رواية يعلى بن عبيد ،وعند الطبري أيضا من رواية يحيى بن عيسى الرملي وعلي بن هشام كلهم عن الأعمش بالعنعنة ، وذكر الإسماعيلي أن عيسى بن يونس زاد فيه رجلا فقال عن الأعمش : حدثني عمرو بن مرة عن خيثمة .

قلت : لم أر في رواية عيسى عند مسلم ذكر عمرو بن مرة وهو من المزيد في متصل الأسانيد ، لأن أبا معاوية هو الميزان في حديث الأعمش .

قوله : ( سويد بن غفلة ) بفتح المعجمة والفاء مخضرم من كبار التابعين ، وقد قيل إن له صحبة ، وتقدم بيان ذلك في أواخر فضائل القرآن .

قوله : ( قال علي ) هو على حذف " قال " وهو كثير في الخط والأولى أن ينطق به ، وقد مضى في آخر فضائل القرآن من رواية الثوري عنالأعمش بهذا السند قال : " قال علي " ، وعند النسائي من هذا الوجه عن علي ، قال الدارقطني : لم يصح لسويد بن غفلة عن علي مرفوع إلا هذا .

قلت : وما له في الكتب الستة ولا عند أحمد غيره ، وله في المستدرك من طريق الشعبي عنه قال : " خطب علي بنت أبي جهل " أخرجه من طريقأحمد عن يحيى بن أبي زائدة عن زكريا عن الشعبي ، وسنده جيد ، لكنه مرسل لم يقل فيه " عن علي " .

قوله : ( إذا حدثتكم ) في رواية يحيى بن عيسى سبب لهذا الكلام ، فأول الحديث عنده عن سويد بن غفلة قال : " كان علي يمر بالنهر وبالساقية فيقول : صدق الله ورسوله فقلنا يا أمير المؤمنين ما تزال تقول هذا قال إذا حدثتكم إلخ ، وكان علي في حال المحاربة يقول ذلك ، وإذا وقع له أمر يوهم أن عنده في ذلك أثرا ، فخشي في هذه الكائنة أن يظنوا أن قصة ذي الثدية من ذلك القبيل فأوضح أن عنده في أمره نصا صريحا ، وبين لهم أنه إذا حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يكني ولا يعرض ولا يوري ، وإذا لم يحدث عنه فعل ذلك ليخدع بذلك من يحاربه ، ولذلك استدل بقوله : الحرب خدعة .

قوله : ( فوالله لأن أخر ) بكسر الخاء المعجمة أي أسقط .

قوله : ( من السماء ) زاد أبو معاوية والثوري في روايتهما " إلى الأرض " أخرجه أحمد عنهما ، وسقطت للمصنف في علامات النبوة ولم يسقمسلم لفظهما ، ووقع في رواية يحيى بن عيسى " أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق " .

قوله : ( فيما بيني وبينكم ) في رواية يحيى بن عيسى " عن نفسي " ، وفي رواية الأعمش عن زيد بن وهب عن علي " قام فينا علي عند أصحاب النهر فقال : ما سمعتموني أحدثكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثوا به ، وما سمعتموني أحدث في غير ذلك " . ويستفاد من هذه الرواية معرفة الوقت الذي حدث فيه علي بذلك والسبب أيضا .

ص: 300 ] قوله : ( فإن الحرب خدعة ) في رواية يحيى بن عيسى فإنما الحرب خدعة وقد تقدم في كتاب الجهاد أن هذا أعني الحرب خدعة - حديث مرفوع ، وتقدم ضبط خدعة هناك ومعناها .

قوله : ( سيخرج قوم في آخر الزمان ) كذا وقع في هذه الرواية وفي حديث أبي برزة عند النسائي " يخرج في آخر الزمان قوم " ، وهذا قد يخالف حديث أبي سعيد المذكور في الباب بعده ، فإن مقتضاه أنهم خرجوا في خلافة علي ، وكذا أكثر الأحاديث الواردة في أمرهم ، وأجاب ابن التين بأن المراد زمان الصحابة وفيه نظر ، لأن آخر زمان الصحابة كان على رأس المائة وهم قد خرجوا قبل ذلك بأكثر من ستين سنة ، ويمكن الجمع بأن المراد بآخر الزمان زمان خلافة النبوة ، فإن في حديث سفينة المخرج في السنن وصحيح ابن حبان وغيره مرفوعا : الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكا وكانت قصة الخوارج وقتلهم بالنهروان في أواخر خلافة علي سنة ثمان وعشرين بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بدون الثلاثين بنحو سنتين .

قوله : ( أحداث ) بمهملة ثم مثلثة جمع حدث بفتحتين والحدث هو الصغير السن هكذا في أكثر الروايات ، ووقع هنا للمستملي والسرخسي حداث بضم أوله وتشديد الدال ، قال في " المطالع " معناه شباب جمع حديث السن أو جمع حدث .

قال ابن التين حداث جمع حديث مثل كرام جمع كريم وكبار جمع كبير ، والحديث الجديد من كل شيء ويطلق على الصغير بهذا الاعتبار ، وتقدم في التفسير حداث مثل هذا اللفظ لكنه هناك جمع على غير قياس ، والمراد سمار يتحدثون ؛ قاله في النهاية ، وتقدم في علامات النبوة بلفظ : حدثاء بوزن سفهاء وهو جمع حديث كما تقدم تقريره ، والأسنان جمع سن والمراد به العمر ، والمراد أنهم شباب .

قوله : ( سفهاء الأحلام ) جمع حلم بكسر أوله والمراد به العقل ، والمعنى أن عقولهم رديئة .

وقال النووي : يستفاد منه أن التثبت وقوة البصيرة تكون عند كمال السن وكثرة التجارب وقوة العقل .

قلت : ولم يظهر لي وجه الأخذ منه فإن هذا معلوم بالعادة لا من خصوص كون هؤلاء كانوا بهذه الصفة .

قوله : ( يقولون من خير قول البرية ) تقدم في علامات النبوة وفي آخر فضائل القرآن قول من قال إنه مقلوب وأن المراد من قول خير البرية وهو القرآن .

قلت : ويحتمل أن يكون على ظاهره والمراد القول الحسن في الظاهر وباطنه على خلاف ذلك كقولهم : " لا حكم إلا لله " في جواب علي كما سيأتي . وقد وقع في رواية طارق بن زياد عند الطبري قال : " خرجنا مع علي - فذكر الحديث وفيه : يخرج قوم يتكلمون كلمة الحق لا تجاوز حلوقهم " ، وفي حديث أنس عن أبي سعيد عند أبي داود والطبراني يحسنون القول ويسيئون الفعل " ونحوه في حديث عبد الله بن عمر وعند أحمد ، وفي حديث مسلمعن علي : يقولون الحق لا يجاوز هذا وأشار إلى حلقه .

قوله : ( لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ) في رواية الكشميهني " لا يجوز " والحناجر بالحاء المهملة والنون ثم الجيم جمع حنجرة بوزن قسورة وهي الحلقوم والبلعوم وكله يطلق على مجرى النفس وهو طرف المريء مما يلي الفم ، ووقع في رواية مسلم من رواية زيد بن وهب عن علي " لا تجاوز صلاتهم تراقيهم " فكأنه أطلق الإيمان على الصلاة وله في حديث أبي ذر " لا يجاوز إيمانهم حلاقيمهم " والمراد أنهم يؤمنون بالنطق لا بالقلب ، وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن علي عند مسلم " يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم وأشار إلى حلقه " وهذه المجاوزة غير المجاوزة الآتية في حديث أبي سعيد .

ص: 301 ] قوله : ( يمرقون من الدين ) في رواية أبي إسحاق عن سويد بن غفلة عند النسائي والطبري يمرقون من الإسلام وكذا في حديث ابن عمر في الباب ، وفي رواية زيد بن وهب المشار إليها ، وحديث أبي بكرة في الطبري وعند النسائي من رواية طارق بن زياد عن علي " يمرقون من الحق " ، وفيه تعقب على من فسر الدين هنا بالطاعة كما تقدمت الإشارة إليه في علامات النبوة .

قوله : ( كما يمرق السهم من الرمية ) بفتح الراء وكسر الميم وتشديد التحتانية أي الشيء الذي يرمى به ويطلق على الطريدة من الوحش إذا رماها الرامي ، وسيأتي في الباب الذي بعده .

قوله : ( فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ) في رواية زيد بن وهب لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل " ، ولمسلم في رواية عبيدة بن عمرو عن علي " لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسانمحمد - صلى الله عليه وسلم - " قال عبيدة : قلت لعلي : أنت سمعته؟ قال : إي ورب الكعبة ثلاثا . وله في رواية زيد بن وهب في قصة قتل الخوارج" أن عليا لما قتلهم قال : صدق الله وبلغ رسوله ، فقام إليه عبيدة فقال : يا أمير المؤمنين : آلله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا ، " قال النووي : إنما استحلفه ليؤكد الأمر عند السامعين ولتظهر معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن عليا ومن معه على الحق .

قلت : وليطمئن قلب المستحلف لإزالة توهم ما أشار إليه علي أن الحرب خدعة فخشي أن يكون لم يسمع في ذلك شيئا منصوصا ، وإلى ذلك يشير قول عائشة لعبد الله بن شداد في روايته المشار إليها حيث قالت له
 : " ما قال علي حينئذ؟ قال سمعته يقول : صدق الله ورسوله ، قالت : رحم الله علياإنه كان لا يرى شيئا يعجبه إلا قال صدق الله ورسوله ، فيذهب أهل العراق فيكذبون عليه ويزيدونه " ، فمن هذا أراد عبيدة بن عمرو التثبت في هذه القصة بخصوصها وأن فيها نقلا منصوصا مرفوعا .

وأخرج أحمد نحو هذا الحديث عن علي وزاد في آخره : " قتالهم حق على كل مسلم " ، ووقع سبب تحديث علي بهذا الحديث في رواية عبيد الله بن أبي رافع فيما أخرجه مسلم من رواية بشر بن سعيد عنه قال : " إن الحرورية لما خرجت وهو مع علي قالوا : لا حكم إلا لله تعالى ، فقال علي : كلمة حق أريد بها باطل ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم ولا يجاوز هذا منهم - وأشار بحلقه - من أبغض خلق الله إليه " الحديث .