#معركة_رمانـة
معركة «رمانـة»..
الأبطال يفجرون دبابات العدو بأجسادهم (علي أرض قرية الشهداء حاليا )...
كانت إحدى المشاكل الكبرى للفريق سعد الدين الشاذلى وهو يخطط لحرب أكتوبر 1973 هى كيف يمنع وصول الدبابات الإسرائيلية إلى قناة السويس قبل استكمال فرد الكبارى وعبور الدبابات المصرية إلى الشرق....
وعليه قرر الاعتماد على رجال الصاعقة «الكوماندوز» لتنفيذ هذه المهمة الفدائية ....إغلاق المحور الساحلى بسيناء الموازى لشط البحر الأبيض المتوسط عند مضيق رمانة اعتبارا من الساعة السادسة صباح سبعة أكتوبر ولمدة 6 ساعات كاملة ....
وهكذا أقلعت ست طائرات هليوكوبتر مصرية من قاعدة انشاص يوم ستة أكتوبر 1973 فى الساعة السابعة مساء وعليها مائة مقاتل صاعقة بقيادة النقيب حمدى شلبى ....
ضابط مصرى صغير السن ووسيم الوجه جسور القلب... ,
وقد رافقهم في هذه المهمه 4 فدائيين من أبناء سيناء (منظمة سيناء ) كأدله لإختيار الموقع وتوصيل تلك المجموعه إليه. .. وكان معروفا أنها رحلة ذات اتجاه واحد ذهاب بلا عودة ذات محطتين فقط ....
الاقلاع من انشاص والهبوط فى رمانة لإنجاز المهمه. ...
وصلت سرية الأبطال محمولين فى ست مروحيات الى رمانة مدعومين بفصيلة مقذوفات صاروخية موجهة مضادة للدبابات, وفصيلة صواريخ سام ـ7 مضادة للطائرات والتى تطلق من على الكتف,..
وتم تكثيف الالغام على الطريق الرئيسى ...
طريق القنطرة العريش. ..عند قرية الشهداء حاليا. .. و الموازى للبحر المتوسط. ..
, كما تم اتخاذ أوضاع الكمائن بواسطة السرية بحيث تسيطر على الطريق وبعمق نحو كيلومترين, وتم الاعداد الهندسى الجيد لمواقع الكمائن خلال ليلة6 ـ7 اكتوبر....
وفى السادسة صباحا وصلت دبابات العدو في طريقها للقناة...
ودارت معركة رهيبة استبسل فيها الأبطال. ..
وتم تدمير 18 دبابة واثنتين من العربات المدرعة و4 عربات نقل وأتوبيس ملىء بجنود الأعداء.، وانسحب العدو تحت النار... .
وأرسل طيرانه ليقصف المنطقة مع مدفعيتهم بكل ما يملكونه من قذائف ولما أيقنوا أنهم قضوا على كل رجال الصاعقة أرسلوا الدبابات مرة أخرى لتعبر المضيق... ،
ومرة تانية يتصدى لهم الأسود بقيادة حمدى شلبى وبقية الفدائيين وتدور معركة كبيرة ورهيبة الساعة 12 ظهرا ويفشل العدو مرة ثانية ، فتنسحب قواته بسرعة ،. ..
و يعاود العدو قصف المنطقة بكل الأسلحة والقنابل إلى الساعة الرابعة عصرا ، بيقين أنهم لن يعبروا المنطقة وفيها جندي مصرى حي....
و مرة اخرى يتقدم العدو فى هذه المرة قوة مظلات اسرائيلية (100 فرد) ...
وتدور معركة رهيبة اخرى يتوقف عندها التاريخ طويلا , معركة بالأيدى والخناجر بعد أن أيقن أبطالنا ان الذخيرة تنفد وان المهمة فى خطر...
ويصاب النقيب البطل على نجم برصاصة ، فيهجم على دبابة اسرائيلية ويصعد فوقها ويفجر نفسه فيها. ويراه المجند عبد الحليم مهني، فلا يفكر ثانية قبل ان يفعل ما فعله قائده ، ويفجر نفسه فى الدبابة .
ثم يبدأ المشهد الرهيب , الجنود المصريون يطاردون الدبابات الاسرائيلية يجرون ورائها ويفجرون انفسهم فيها .. ومن هول الموقف يرتعب اليهود وتفر الدبابات من امام البشر ويفرون مرة اخرى ويفتحون نار المدفعية على المنطقة....
وبعد 26ساعة من بدء المعركة بدأ العدو عملية هجوم من الخلف قام به اللواء مدرع 109 بقيادة عساف ياجورى... .
لكن النقيب البطل حمدى شلبى ومعه من رجاله 15 فقط.... هم الباقين من خمسة وثمانون بطلا قد استشهدوا .....وبمعاونة أبناء سيناء. .. فوتوا الفرصة عليهم بعد أن تحقق الغرض من المهمه وتركوا الموقع. ..
تحرك الابطال فقط لان ذخيرتهم نفدت .. وانسحبوا لان المهمة تمت بنجاح كامل , كان مطلوبا تعطيل العدو و اغلاق الطريق لمدة 6 ساعات لكنهم أغلقوه لمدة 26ساعة .. المهمة نجحت والعبور تم بنجاح والدبابات المصرية الان على الضفة الشرقية لقناة السويس , وعاد الخمسة عشر بطلا سيرا على اقدامهم من خلال سهل الطينة الذى تغوص فيه الأقدام حتى أعلى الركبة.خمسة وعشرين كيلو متر فى أرض رخوه مليئه بحفر الملح ومستنقعات ..
وكان هذا الطريق وعر جدا لا تستطيع قوات العدو ملاحقتهم فيه وقد اختاره أبناء سيناء الادله لخبرتهم به ....
ولم يتمكن العدو من استغلال المحور إلا فى الساعة الثامنة من صباح 8 أكتوبر اى أن هذه القوة الصغيرة التى استشهد خمسة وثمانون بالمائة من أبطالها ، أغلقت هذا المحور لمدة ستة وعشرين ساعة مما يعد إعجازا عسكريا بجميع المقاييس وقد أشاد الجنرال الإسرائيلى أدان بهذه القوة فى مذكراته بعد الحرب،...
والحق ما شهدت به الأعداء ، وقال عنهم : لقد قاتل رجال الكوماندوز المصريون على المحور الساحلى بكل بسالة وكأنهم قد اقسموا على أن يدفعوا أرواحهم ثمنا لمنعنا من الوصول لقناة السويس .
هذه معركة نسردها لكم جرت علي أرض قريتي وأصر والدي رحمه الله أن تسمي قريتنا قرية الشهداء عرفانا بما بذلوه للزود عن الوطن في معركة استرداد الكرامة ....
صورة الشهيد علي نجم..
صورة قائد السريه... النقيب أحمد شلبي
منقول عن سليمان العماري
0 comments:
إرسال تعليق